ترك المنزل من أجل الأمان

الخيار الوحيد أمام رنا لتنجو من العدوى بفيروس كورونا كان أن تترك منزلها المكون من غرفة واحدة

داليا يونس
الخيار الوحيد أمام رنا لتنجو من العدوى بفيروس كورونا كان أن تترك منزلها المكون من غرفة واحدة
يونيسف/مصر2020/كريم سليمان
31 كانون الأول / ديسمبر 2020

في منزل مكون من غرفة واحدة في قلب القاهرة، تعيش رنا (اسم غير حقيقي) البالغة من العمر 6 سنوات مع والديها وشقيقها الرضيع. كان والدها – عامل اليومية - يواجه بالفعل الكثير من الصعوبات المالية عندما ظهر هذا العبء الإضافي: إصابة زوجته بفيروس كورونا.

ترك المنزل للبقاء آمنة

بينما كان الجميع يُنصحون بالبقاء في المنزل أثناء الوباء، اضطرت رنا وشقيقها الرضيع إلى مغادرة المنزل للحماية من العدوى. كان هذا هو الخيار الوحيد أمام والدها لأن العزل المنزلي كان متاحًا في الغرفة الصغيرة التي يعيشون بها. يقول الأب: " احنا الأربعة بننام في الأوضة من غير حيطان تفصل بيننا. مبقتش عارف أدور على مستشفى لمراتي ولا أراعي الأولاد."

تواصل الأب مع إحدى الجمعيات التي تدعمها اليونيسف في القاهرة. يقول مدير الحالة الذي كان يتولى مهمة مساعدة عائلة رنا: "ناقشنا كل الاختيارات مع الأب، زي التواصل مع القرايب والأصدقاء المقربين اللي يقدروا على رعاية الأطفال، أو استضافتهم مؤقتًا في البيت الآمن التابع للجمعية."

"البيت الآمن'' هو دار رعاية مجهزة خصيصًا من قبل يونيسف لتقديم خدمات الحماية وإعادة التأهيل للأطفال الذين يحتاجون إلى تدخل فوري خلال مرحلة انتقالية (مثل انتظار تسوية نزاع الحضانة أو إعادة دمجهم مع عائلات جديدة).

في النهاية، وبعد تقييم الاختيارات المختلفة من دائرة المعارف، تم اختيار العائلة الأنسب لاستضافة رنا وشقيقها.

الخيار الوحيد أمام رنا لتنجو من العدوى بفيروس كورونا كان أن تترك منزلها المكون من غرفة واحدة
يونيسف/مصر2020/كريم سليمان
يقول الأب: " احنا الأربعة بننام في الأوضة من غير حيطان تفصل بيننا. مبقتش عارف أدور على مستشفى لمراتي ولا أراعي الأولاد."

توصيل الدعم للمنزل

أرسلت الجمعية مستلزمات التغذية والنظافة للأطفال في محل إقامتهم المؤقت. تلك المستلزمات هي جزء من دعم ضخم قدمته يونيسف بدعم من سفارة اليابان و برنامج آفاق "PROSPECTS" – وهي شراكة بين سفارة هولندا، ومؤسسة التمويل الدولية، منظمة العمل الدولية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ويونيسف لوزارة التضامن الاجتماعي لإيصاله لجميع دورالرعاية في الجمهورية.  وعندما علمت الجمعية أن رنا الصغيرة كانت تتعرض للتنمر والوصم من قبل الجيران بسبب مرض والدتها، تم إرسال أخصائي لدعمها في مواجهة الموقف الصعب. قالت رنا: "قالوا حاجات وحشة عن ماما علشان جالها كورونا، وده كان بيزعلني جدًا."

الخيار الوحيد أمام رنا لتنجو من العدوى بفيروس كورونا كان أن تترك منزلها المكون من غرفة واحدة
يونيسف/مصر2020/كريم سليمان
رنا: "قالوا حاجات وحشة عن ماما علشان جالها كورونا، وده كان بيزعلني جدًا."

تعافي العائلة

بعد أن أصبحت مسحة الأم سلبية، تم وضع خطة إعادة تأهيل لجميع أفراد الأسرة. بفضل تمويل الاتحاد الأوروبي، كان لدى أخصائيي الحالات الموارد لتقديم الدعم المناسب لهذه الأسرة في أزمتها، ودعم الأطفال ومساعدتهم على التأقلم وإعادة الاندماج في مجتمعاتهم. كما يقدم الأخصائيون الدعم النفسي للأمهات والمساعدات الطارئة التي تساعد الأطفال والأسر الأكثر ضعفًا في مصر على مواجهة المصاعب.