حضن يعيد الروابط بين فتاة وشقيقها المصاب بفيروس نقص المناعة البشري

"اكتشفنا أننا مصابين بالعدوى عندما توفي والده، يمكنك تخيل كيف سيتعامل طفل يبلغ من العمر 9 سنوات مع مثل هذه الأخبار".

داليا يونس
A technician conduct PCR test for HIV at a lab in Yala Sub-County Hospital in Kenya.
يونيسف/كينيا 2016/شهزاد نوراني
19 كانون الأول / ديسمبر 2018

القاهرة ، مصر - اكتشفت منى (اسم غير الحقيقي) أنها هي وابنها متعايشان مع فيروس نقص المناعة البشري بعد التدهور غير المبرر في صحة زوجها الذي انتهى بموته، وكان ابنها يعاني من مشاعر الصدمة والإنكار مما جعله يرفض تناول أدويته. شعرت منى بالضياع التام حتى سمعت عن فريق المتطوعين "النسور" وحضرت أحد اجتماعاتهم المخصصة لدعم أسر الأطفال المتعايشين مع الفيروس.

لقاءات الدعم

يقول الدكتور ماجد رجائي مسؤول برنامج فيروس نقص المناعة البشري / الإيدز في يونيسف مصر: "يتم تنظيم هذه الاجتماعات بالتعاون بين البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز ويونيسف مصر وينسقه فريق "النسور"، وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه الاجتماعات في رفع مستوى وعي الأسر فيما يتعلق بالعلاج الخاص بالأطفال المتعايشين والتغذية السليمة والأمراض الانتهازية والتطعيمات وغيرها من المعلومات الأساسية. وتعد هذه اللقاءات فرصة جيدة للبرنامج الوطني أيضًا للتعرف على التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الآباء والأمهات بشكل أعمق والإجابة على أسئلتهم".

تمت دعوة ابن منى محمد (اسم غير حقيقي) من قبل فريق "النسور" للانضمام إلى أنشطة مختلفة مثل مباريات الكرة لمساعدته على الاختلاط مع الأطفال المتعايشين الآخرين وزيادة شعوره بالأمان والترحيب.

بعد حضوره هذه الأنشطة، أدرك أنه ليس بمفرده. وشيئًا فشيئًا، أصبح أكثر انتظامًا في تناول أدويته واتفق مع والدته على تسميتها "برشام الصداع" حتى لا تكتشف شقيقته (وهي غير متعايشة) حقيقة مرضه.

الانضمام إلى "النسور"

كانت منى ممتنة للتأثير الإيجابي لهذه الاجتماعات وأنشطة الدعم المختلفة على حياتها وابنها، وقررت أن تتطوع وتصبح واحدة من "النسور الأمهات" اللواتي يدعمن الأمهات اللاتي يكتشفن إصابتهن أو إصابة أطفالهن حديثًا.

"النسور" هو فريق من المتطوعين المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري بدأ نشاطه في عام 2015 بدعم من يونيسف، وهدفهم هو مساعدة المتعايشين مع الفيروس وتغيير نظرة المجتمع لهم والمساهمة في الجهود الوطنية لدعمهم.

يقدم فريق "النسور" خدمات مختلفة لدعم المتعايشين مثل الدعم النفسي ومشاركة المعلومات المفيدة حول أماكن الخدمات الطبية والقانونية ومواعيد ندوات التوعية العلاجية وتوجيه الحالات المحتاجة إلى الدعم المتخصص، وذلك للتغلب على العقبات المختلفة التي تواجه المتعايشين.

حتى الآن، يتكون فريق "النسور" من 30 متطوعًا يعملون في 8 محافظات (القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية والشرقية والبحيرة والمنيا والغربية).

تقول منى: "أزور مستشفى الحميات -حيث تذهب معظم الحالات لتلقي العلاج- بصفة منتظمة، وعندما أعرف أن هناك آباء أو أمهات اكتشفوا العدوى مؤخراً أتواصل معهم من أجل التأكد من معرفتهم بالمصادر الصحيحة للمعلومات ومقدمي الخدمات الصحية".

تقوم منى كذلك بتوعية المتعايشين الجدد حول الخدمات المتاحة للأمهات والأطفال في المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني بناءً على تجربتها الخاصة والدورات التدريبية التي حصلت عليها في "النسور".

لم شمل الأشقاء

اليوم، دعت "النسور" 35 من الآباء والأمهات وأطفالهم لحضور هذا الاجتماع، وكانت منى تنشر مشاعر إيجابية بين الحضور وترحب بأولئك الذين يحضرون لأول مرة.

تذكرت منى قصة قبل نهاية الاجتماع، وحكت قائلة: "كنت أعرف طفلًا يحب شقيقته كثيرًا، لكنه كان خائفًا جدًا من الاقتراب منها بعد أن علم أنه متعايش وهي لا. في الاجتماع التالي لمعرفتي بأمره، طلبت من ابني أن يكون لطيفًا للغاية مع أخته وأن يتعمد إظهار عاطفته نحوها أمام الطفل الخائف ليخبره أنه لا بأس من لمس أفراد آخرين من غير المصابين. عندما رأى الطفل ابني يحضن أخته، قام على الفور وحضن أخته الغالية كأنهما لم يلتقيا منذ سنوات. شعرت بالفرحة الغامرة لأنني قمت بلم شملهم في ذلك اليوم".