أخبار جيدة بالانتظار

نجح ناصر في امتحانات الصف الثامن ، ولكن هل سيتمكن من إخبار عائلته المنفصل عنها في الصومال؟

داليا يونس
نجح ناصر في امتحانات الصف الثامن ، ولكن هل سيتمكن من إخبار عائلته المنفصل عنها في الصومال؟
يونيسف/مصر2021/محمد رجاء
12 نيسان / أبريل 2021

"بعد وفاة والدي في الحرب الأهلية، تلقيت تهديدات من قاتليه، فهربت. آخر مرة رأيت فيها والدتي وإخوتي كانت في عام 2018 ".

ناصر (اسم غير حقيقي) هو واحد من 258،882 لاجئًا وطالب لجوء مسجلًا من 57 دولة يقيمون حاليًا في مصر وفقًا لآخر تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. من بين هذا العدد من اللاجئين، يوجد 97002 طفل من بينهم 4067 طفلاً غير مصحوبين ومنفصلين عن ذويهم مثل ناصر.

عندما وصل ناصر إلى مصر ، أخبره شاب صومالي عن فرصة ستغير حياته.

العودة للدراسة بالنسبة للطلبة الأفارقة في مصر


على الرغم من كونهم مؤهلين لدخول امتحانات الشهادة السودانية في مصر، إلا أن الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم من اللاجئين يحتاجون إلى الكثير من المساعدة والدعم للتعويض عن مغادرتهم المدرسة لمدة عام أو أكثر بسبب الصراع أو الحرب في بلادهم.

بدعم سخي من سفارة هولندا، تنفذ اليونيسف برنامج التعلم السريع والمهارات الحياتية (ALP) في العديد من المدارس المجتمعية للاجئين الأفارقة في مصر. يساعد هذا البرنامج الأطفال الأفارقة على الاستعداد لإعادة التسجيل في الصفوف الدراسية المناسبة للعمر والمهارات.

لمدة عامين ، يتلقى الطلاب الأفارقة دعمًا تعليميًا وماليًا ونفسيًا إلى جانب خدمات الحماية حسب الاحتياج. ويتم ذلك من خلال خدمة الإغاثة الكاثوليكية (CRS) الشريك المنفذ لليونيسف.

كوفيد-19 والامتحانات

أغلق كوفيد -19 جميع المرافق التعليمية وأجّل الامتحانات لعدة أشهر في عام 2020 ، بما في ذلك امتحانات الصف الثامن في نظام التعليم السوداني التي كان ناصر مستعدًا لدخولها.

ومع ذلك  استمر ناصر في تلقي الدعم من خلال الإنترنت، فقد طورت CRS مجموعة متنوعة من أساليب الدعم لتشجيع طلاب 58 من طلاب برنامج ALP على مواصلة دراستهم على الرغم من عدم وضوح الرؤيا بالنسبة للامتحانات، مما خلق شعورًا بالدعم والتضامن الاجتماعي.

التحول للبيئة الرقمية في التعليم والدعم

بدأ ناصر وزملائه في الدراسة عبر الإنترنت، واستخدموا مجموعات WhatsApp للتواصل مع بعضهم البعض ومع معلميهم. وقد تم توفير دعم مالي لباقات الاشتراك في الإنترنت يُضاف لمصروف الطلبة الشهري لضمان وصولهم إلى الخدمات المقدمة عبر الإنترنت.

إيمان هي استشارية أثيوبية في CRS تعمل مع ناصر وزملائه. بفضل مساعدتها لهم في الترجمة، تمكن الأطفال أكثر من الالتزام والاستفادة من الجلسات عبر الإنترنت. من حين لآخر أثناء محادثاتهم مع إيمان، يمكنك سماع كلمات صومالية وأمهرية تعيد لهم ذكريات أوطانهم. تقول إيمان: "لقد أتيحت لي فرصة جيدة لتقديم النصائح والتعبير عن احتياجات هؤلاء الأطفال بشكل أفضل وإبلاغ زملائي المصريين بها، فأنا أستطيع تخيل  شعور المهاجر الأفريقي في مصر أكثر من أي شخص."

نجح ناصر في امتحانات الصف الثامن ، ولكن هل سيتمكن من إخبار عائلته المنفصل عنها في الصومال؟
يونيسف/مصر2021/محمد رجاء
كان ناصر من بين الخمسة الأوائل في فصله. يحاول الآن - بمساعدة العديد من المنظمات - الاتصال بأسرته في وطنه لمشاركة أخباره السارة، ونأمل أن يسمع بعض الأخبار الجيدة منهم أيضًا.

انطلاقاً من هذه الفكرة، وكجزء من جلسات المهارات الحياتية، نظمت CRS جلسات مناقشة مع متحدثين من مجتمع اللاجئين وخريجي برنامج ALP لمشاركة خبراتهم الجامعية وكيف كانت مسيرتهم الخاصة.

بعد بضعة أشهر، تم تحديد موعد للامتحانات وكان ناصر من بين الخمسة الأوائل في فصله. يحاول الآن - بمساعدة العديد من المنظمات - الاتصال بأسرته في وطنه لمشاركة أخباره السارة، ونأمل أن يسمع بعض الأخبار الجيدة منهم أيضًا.