جيليفيش
تعرف على الفائزين في مسابقة يونيسف مصر الأولى للابتكار المجتمعي
- متوفر بـ:
- English
- العربية
في الوقت الذي لا يزال فيه العالم يواجه أثر جائحة كورونا على قطاع الأعمال، تقوم مجموعة من الشباب من جامعة القاهرة بتطوير نموذج أعمال من داخل ومن أجل مجتمعهم المحلي لخلق فرص العمل وحماية إحدى الصناعات والكوكب.
بدأت القصة عندما التقى هؤلاء الطلاب الشباب من خلال إيناكتس، وهي منظمة دولية غير ربحية تدعم طلاب الجامعات لصنع التغييرالإيجابي في العالم من خلال العمل الريادي. في مصر، تدير إيناكتس أكثر من 50 فريقًا في جامعات مختلفة في أنحاء الجمهورية. في سبتمبر 2021، بدأت شراكة يونيسف مع إيناكتس للبناء على خبرتها في التعامل والتواصل مع الشباب ودعم تعلمهم وابتكارهم ومشاركتهم الفعالة. "مشواري"، وهو مشروع تدعمه اليونيسف بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وتموله سفارة المملكة الهولندية والوكالة السويسرية للتعاون والتنمية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عدة محافظات. ويهدف البرنامج إلى تدريب النشء والشباب وتمكينهم ماليًا واجتماعيًا. دربت يونيسف 130 من القادة الشباب في إيناكتس ليصبحوا مدربين لبرنامج "مشواري" يدربون زملاءهم في 50 كلية ومعهدًا مصريًا على مهارات الحياة والتوظيف التي تعلموها. كما زودهم التدريب بأساسيات وضع حلول أعمال مبتكرة لقضايا المجتمع المُلحة.
بعد هذه التدريبات، أعلنت يونيسف عن أول مسابقة للابتكار المجتماعي برعاية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وسفارة هولندا في مصر، ووكالة التنمية والتعاون السويسرية.
قرر فريق إيناكتس جامعة القاهرة المشاركة بنموذج عمل فريد يسمى ﭽيليفيش: مصدر لمادة الجيلاتين صديق للبيئة بأسعار معقولة باستخدام جلد الأسماك.
تعتبر مدابغ الجلود مراكز تصنيع الجيلاتين في مصر، وهي صناعة مهمة للغاية تساهم في الاقتصاد بـ200 مليون جنيه سنويًا. مع ارتفاع أسعار المواد الخام بسبب زيادة أسعار الدولار في عام 2022 ، كان هناك تكلفة إضافية للنقل بعد قرار الحكومة بنقل جميع المدابغ إلى مكان جديد خارج القاهرة، مما أدى بها إلى تقليص حجمها وتسريح الآلاف من العمال.
بعد بحث شامل، وجد الطلاب أن هناك حاجة إلى مواد خام بديلة لإنقاذ صناعة الجيلاتين، ووقع اختيارهم على جلود الأسماك.
توضح غدير أسامة - قائدة الفريق وطالبة طب الأسنان البالغة من العمر 21 عامًا - قائلة: " اكتشفنا إن جلد السمك بيوفر أكتر بنسبة 35٪ لأن فيه حوالي 1.5 طن من جلد السمك بيترمي كل سنة. كمان بيحتاج مواد كيميائية أقل من جلد الحيوانات بنسبة 50٪، وده بيقلل المشاكل الصحية اللي بتحصل للعمال، ده غير إن جودة الجيلاتين اللي بتطلع منه بتبقى أعلى بنسبة 30٪. "
في يناير 2022، بدأت غدير وفريقها في الاتصال بالمزارع السمكية ليعرضوا عليهم أخذ نفايات جلد الأسماك مجانًا، وكذلك تواصلوا مع المدابغ لتدريب عمالها على المهارات الفنية ومراقبة الجودة وتدابير احتياطات السلامة للطريقة الجديدة. كما أرسلوا عينات من الجيلاتين عالي الجودة إلى شركات الأدوية – التي تعتمد على الجيلاتين بشكل أساسي في صناعاتها - لبدء التعامل معهم.
وسرعان ما ابتكروا نموذج أعمال كاملًا قدموه للمسابقة بين 35 فريقًا من 30 جامعة في أبريل 2022. في 16 مايو، تم الإعلان عن فوز فريق إيناكتس جامعة القاهرة بالمركز الأول.
وكانت غدير فخورة بشكل خاص بهذا الإنجاز: "رغم إننا فزنا في مسابقات كتير قبل كدة، بس احنا فخورين بالفوز في مسابقة يونيسف الأولى من نوعها للابتكار المجتمعي. واحنا كمان ممتنين جدًا للتدريبات الليدعمتها المنظمة ضمن برنامج مشواري."
وأعربت غدير عن سعادتها بعقد قمة المناخ الـ27 في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمرة الأولى: "أنا شايفة إن ده هيزود اهتمام الناس والجهات هنا بقضايا البيئة اللي بتواجهنا كلنا في العالم، فنقدر نفكر في حلول ومشاريع أكتر في الاتجاه ده."