مهنة مستوحاة من الأطفال
قصة روان التي ألهمتها مشاركتها في أنشطة يونيسف لاختيار مسار وظيفي لمساعدة الأطفال اللاجئين
- متوفر بـ:
- English
- العربية
كانت روان في الخامسة عشرة من عمرها فقط عندما اضطرت إلى مغادرة وطنها سوريا. بعد 6 سنوات ، أخذت مسيرتها المهنية منعطفًا إيجابيًا غير متوقع مستوحى من مشاركتها في أنشطة يونيسف لدعم الأطفال اللاجئين.
روان نابلسي ، البالغة من العمر 21 عامًا ، هي ميسّرة نشطة في أحد نوادي الأسرة في القاهرة ، حيث تساعد العديد من الأطفال على التأقلم مع الوقت الصعب والصدمات والمشاعر السلبية الأخرى التي عانت منها عندما كانت في سنهم.
تقول روان: "كنت من الأوائل في فصلي حتى بدأت الحرب، بعدها بدأ مستوايَ الدراسي يتدهور بينما كنت أسمع عن قصف المدارس. لم أكن أعرف ما إذا كنت سأستيقظ حية في اليوم التالي."
كان حلم روان أن تصبح مترجمة، وتقول شارحة كيف أن شغفها باللغة الإنجليزية كان مستوحىً من دعم أحد معلماتها: "عندما كنت صغيرة، كنت أكره صوتي وبالكاد أتحدث حتى جاء يوم حين كنت في الصف الخامس ، وشجعتني إحدى المعلمات على محاولة التحدث بالإنجليزية. عندما فعلت ذلك ، أثنت على صوتي ومهاراتي اللغوية معًا. بدأت أحلم بأن أصبح مترجمة منذ ذلك الحين ، وحتى الآن أخبر جميع الأطفال الخجولين أو الانطوائيين بالتحدث لأن أصواتهم جميلة."
عندما ذهبت إلى مصر في سن المدرسة الثانوية ، كانت الطريق أصعب مما توقعت روان. تقول: "في مصر ، من الشائع أن يأخذ طلاب المدارس الثانوية دروسًا خصوصية للحصول على درجات عالية تؤهلهم للجامعة، لكن في سوريا نعتبر ذلك شيئًا مخجلًا. بعد سنة ونصف في المدرسة الثانوية في مصر، قررت العودة لسوريا لأن النزاع في منطقتي قد صار أهدأ وسيمكنني الحصول على الثانوية العامة بدرجات عالية من هناك دون أي دروس خصوصية لأدخل الجامعة في مصر . "
عادت الفتاة الشجاعة إلى الوطن وحدها، لكن بعد وقت قصير من وصولها إلى سوريا صدر قرار جديد غير من خطط روان تحكي عنه قائلة: "قيل لي أنه لا يمكن أن أقضي أكثر من ستة أشهر خارج مصر إذا أردت الاحتفاظ بالإقامة! كان علي العودة بأسرع وقت لمصر، واستطعت العودة قبل 15 يومًا من امتحانات نهاية العام هناك."
الأمور في سوريا وأُجبرتُ على العودة لأي سبب، فاتصلت بوالدي قبل الموعد النهائي لتقديم الطلب ، وطلبت منه رقم جواز سفري وقامت بالتقديم نيابة عني دون إخباره. لقد كانت مخاطرة كبيرة بالنسبة لها، وأنا ممتنة لها كثيرًا! "
كما هو متوقع ، نجحت روان ولكن دون الدرجات العالية التي كانت تهدف لها. كانت الخيارات المتاحة إما دراسة الأدب الإنجليزي خارج القاهرة أو اختيار كلية أخرى داخل القاهرة.
لظروف أسرية، كان عليها اختيار كلية أخرى داخل القاهرة واتخاذ قرار سريع. فكرت في الأشياء الأخرى التي تستمع بها كخيار آخر للدراسة، وكان الخيار الثاني سهلاً: مساعدة الآخرين.
التحقت روان بكلية الخدمات الاجتماعية بجامعة القاهرة ، واهتمت بالتعامل مع الأطفال في نزاع مع القانون والأطفال الذين هجرهم آباؤهم، تصف تلك التجربة بقولها: "لقد كان التعامل مع هؤلاء الأطفال تجربة رائعة بالنسبة لي. تعلمت أن الطفل الجاني هو في الواقع ضحية لبيئته الخاصة، وتعاطفت مع الأطفال الذين كانوا في أشد الحاجة للحصول على المساعدة والدعم والتوجيه لغياب أهلهم."
بعد التخرج ، حصلت روان على وظيفة كميسرة في نادي أسرة تدعمه يونيسف، وتخصصت في حماية الأطفال ومساعدة المصريين والسوريين وأطفال من جنسيات أخرى على التعرف على مفاهيم مثل المساحة الشخصية وأنواع العنف وكيفية حمايتهم منها والذكاء العاطفي وغير ذلك.
في الآونة الأخيرة ، كانت هناك فرصة عمل كمدرسة لغة إنجليزية في نادي الأسرة حيث تعمل روان، وكان لديها صديقة ممتازة قامت روان بترشيحها بدلًا من التقدم إلى الوظيفة بنفسها مستلهمة ما فعلته من صديقتها المصرية المخلصة. تقول: "على الرغم من أن حلم أن أصبح مترجمة لم يتحقق ، إلا أنني سعيدة بما اختاره الله لي، وأردتُ أن أساعد فتاة أخرى تعمل باجتهاد في الحصول على وظيفة لائقة تستحقها."