عمّار، ووالدته، والمركز

كيف تغيرت حياة طفل ملتحق بالمركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة الذي تدعمه مؤسسة H&M

نورهان معيوف
How the life of a child enrolled in an H&M supported Early Childhood Development (ECD) voluntary center changed
UNICEF/Egypt 2019/Nourhan Maayouf
15 تشرين الأول / أكتوبر 2019

أسوان، مصر- "عندما أكبر أريد أن أقود سيارة"، هكذا تحدث عمّار، الطفل البالغ من العمر أربع سنوات، وهو يلعب لعبة سباق السيارات الموجودة على "التابلت" الخاص بأخيه. عمّار هو أحد الأطفال المسجلين بالمركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة في نجع هلال بصعيد مصر. ويقول عبده عبد الحكيم، والد عمّار: "كان عمار شديد التعلق بالكمبيوتر."

استطاع المركز أن يمنح عمّار الفرصة للتفاعل مع غيره من الأطفال الآخرين ممن هم في نفس عمره والابتعاد عن شاشة الكمبيوتر. وقد تم تشجيع والديّ عمّار على إلحاقه بالمركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة في البداية، نظرًا لتطبيق نظام التعليم القائم على اللعب هناك. ويعتبر هذا المنهج أكثر ملاءمة وسهولة بالنسبة للأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة. وتقوم الجمعية المركزية لرابطة مشرفات دور الحضانة بتدريس هذا المنهج للميسرين، ويتم إعداده وتصميمه بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي.

وفي المركز، يجري تعريف الأطفال بالمهارات الحياتية وممارسات النظافة الصحية الشخصية. وقد تحدثت شروق، إحدى الميسرات بالمركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة عن هذا الشأن قائلةً: "حين التحق عمّار بالمركز في البداية، اعتاد أن يكون شديد الفوضوية، فقد كان يترك لعبه في كل مكان، والآن، أصبح منظمًا للغاية، ويضع حقيبته وحذائه في المكان المخصص لذلك".

إن الحضور يوميًا للمركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة يعلم الأطفال الانضباط والالتزام. وتخبرنا نجوى، والدة عمّار، عن ذلك بقولها: "لقد كان عمّار معتادًا على السهر لوقتٍ متأخرٍ جدًا، لكنه الآن ينام مبكرًا كي يذهب إلى المركز في الصباح."

علاوة على ذلك، تقوم المراكز التطوعية لتنمية الطفولة المبكرة بتعليم الأطفال الاستقلالية. وتشرح شروق هذا الأمر فتقول:"لقد كان عمّار أيضًا شديد التعلق بوالدته في بداية التحاقه بالمركز، فقد كان معتادًا على البكاء حين تكون على وشك المغادرة. ولكننا استطعنا حل هذه المسألة من خلال السماح لوالدته بالبقاء معه خلال أول يومين إلى أن اعتاد عمّار على المكان." 

ومن ناحية أخرى، تسهم المراكز التطوعية لتنمية الطفولة المبكرة في النهوض بالحياة المهنية والوظيفية للأمهات العاملات. فقد بدأت والدة عمّار العمل في مشروع صغير من داخل المنزل لدعم وتحسين دخل أسرتها. وتقول نجوى، والدة عمّار عن هذا العمل: "أقوم ببيع الملابس لجميع السيدات في القرية. والآن، صار بوسعي قضاء المشاوير والحوائج المتعلقة بالعمل أثناء وجود عمّار بالمركز."

ويعد المركز التطوعي لتنمية الطفولة المبكرة في مدينة إدفو واحدًا من أوائل المراكز التي تم إنشاؤها في وقت سابق من هذا العام في أسوان. وهو نموذج تجريبي تموله مؤسسة H&M، ووضعت تصميمه منظمة اليونيسف بالشراكة مع وزارة الشباب والرياضة، والجمعية المركزية لرابطة مشرفات دور الحضانة، ووزارة التضامن الاجتماعي. وتستهدف المراكز التطوعية لتنمية الطفولة المبكرة الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين سنتين حتى أربع سنوات. وهي تستخدم المساحات المتاحة بمراكز الشباب، تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة،  لتعزيز وتشجيع مشاركة الشباب والمجتمع المحلي في بعض المجتمعات الأكثر حرمانًا. ويتمثل الهدف الأولي المقرر في إنشاء خمسة وعشرين مركزًا في ثلاث محافظات، وهي: القاهرة، والإسكندرية، وأسوان.