مدرسة في متناول جميع الطلاب
مدارس محافظة قنا تعمل على تمكين جميع الأطفال، بمن فيهم الأطفال القادرون باختلاف، من المواظبة على الحضور إلى المدرسة والتعلم بدعم من يونيسف
- متوفر بـ:
- English
- العربية
"لا أريدها أن تبقى في المنزل، أريدها أن تتعلم وان تتفاعل مع من حولها "، هكذا عبّر أحمد علي عن أمنياته لابنته وهو يمسح الدموع التي بدأت تملأ عينيه، وأضاف:" آمل أن تأتي بالخير لأسرتنا، وتحظى بحياة أفضل من حياتنا."
ابنته رؤى ذات السبعة أعوام مصابة بمتلازمة داون، تبدو واثقة تمامًا مما تريد أن تكون عليه في حياتها المستقبلية، حيث قالت: "أريد أن أكون طبيبة". وحين قالت ذلك، بدا على أحمد علي تعبيرًا مختلطًا من الأمل والحب في آن واحد.

جرت وقائع هذا المشهد في ديسمبر 2020 في مدرسة محمد نجيب بمحافظة قنا في صعيد مصر، وهي إحدى المدارس التي شهدت إجراء تعديلات من أجل دمج الأطفال ذوي القدرات الخاصة مثل رؤى.
فقد تم تجهيز المدارس المستهدفة على نحو أفضل لاستيعاب مختلف أنواع المتعلمين، بمن فيهم الأطفال ذوو الإعاقات الخفيفة، التي يمكن التعامل معها داخل المدرسة، مثل التوحد، ومتلازمة داون، والإعاقة البصرية واضطراب السمع، فضلًا عن بطء التعلم.
وقالت شيماء أحمد، وهي تعرض إحدى الألعاب المعدلة التي ابتكرتها هي والطلاب معًا: ""أردت أن تشارك معنا رؤى أيضًا.. فمن مسؤوليتي الوصول إلى جميع الطلاب."
ويتم تدريب المعلمين وموظفي المدارس على تحديد الإعاقات وتقييمها، وإنتاج مواد تعليمية مساعدة مصممة خصيصًا لهؤلاء الأطفال، فضلًا عن خطط التعلم الفردية للتوفيق بين الاحتياجات الفردية للطلاب.

ويستفيد نحو ستة ملايين طفل من ذوي القدرات المختلفة المقيدين في مائتين وتسعين مدرسة من المدارس الشاملة في سبع محافظات من تدخلات مشروع "توسيع نطاق الحصول على التعليم وحماية الأطفال المعرضين للخطر في مصر" الذي تدعمه يونيسف ويموله الاتحاد الأوروبي.
وفي إطار تدخلات هذا المشروع، شهدت عدة مدارس في عام 2020 أعمال إعادة تأهيل لمرافق المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى إصلاح دورات المياه وتركيب وسائل مساعدة للأطفال ذوي الإعاقات الجسدية.
وعلى صعيد مواز، يساعد المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي على إنشاء مكان محدد داخل المدرسة يسمى "غرفة المصادر" والتي تتألف من مواد تعليمية يُدرب المدرسون على استخدامها في جلسات مخصصة للأطفال القادرين باختلاف لاستكمال تعليمهم المنتظم في الفصول الدراسية.
وفي ديسمبر 2020، قام وفد من يونيسف برئاسة ممثلها السيد جيريمي هوبكنز، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الحكوميين ومسؤولين من وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بزيارة العديد من المدارس العامة وكذلك المدارس المجتمعية في قنا وفرشوط.

لقد دأبت يونيسف، على مدى أكثر من عقدين، على دعم وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في توفير فرص الحصول على التعليم للأطفال الأكثر احتياجاً من خلال اعتماد نموذج التعليم المجتمعي وتوسيع نطاقه. ويستهدف نموذج المدارس المجتمعية الأطفال غير الملتحقين بالمدارس في المناطق التي لا تتاح فيها للأطفال إمكانية الوصول إلى المدارس الابتدائية العامة.
وخلال الزيارة، تواصل السيد هوبكنز مع الأطفال والمدرسين وكذلك مع الآباء الذين أعربوا عن رضاهم عن جودة الخدمات المقدمة في المدارس المستهدفة.
وفي هذا الصدد، صرّح السيد جيرمي هوبكنز، ممثل يونيسف في مصر، بقوله: "إننا سنواصل مساندة التعليم الشامل، على أساس أنه حق لكل طفل، بغض النظر عن الاحتياجات الخاصة التي يمكن أن تعيق حصوله على تعليم جيد ، وأن يتم إعداده للحياة والمستقبل على نحو أفضل."
وأضاف السيد هوبكنز: "كلما كانت المدارس أكثر شمولاً، وكلما زادت إمكانية تطويع سبل التدريس لتتلاءم مع الاحتياجات المتنوعة كلما زادت استفادة الأطفال، ليس فقط من ذوي الاحتياجات الخاصة ، ولكن تناسب جميع الاطفال".

وتخطط وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتوسيع نطاق نموذج التعليم الشامل في جميع أنحاء البلاد لكي يتمكن الأطفال ذوو القدرات المختلفة من تحقيق إمكاناتهم.
وبتمويل سخي من الاتحاد الأوروبي، قامت يونيسف بتجهيز مائتين وتسعين غرفة من غرف المصادر في جميع أنحاء البلاد بالمواد التعليمية المناسبة وأدوات تكنولوجيا المعلومات والأثاث والأدوات المكتبية.