تسريع وتيرة التقدم في مسيرة تعليم الأطفال اللاجئين في مصر
تعويض فقد التعلم الناجم عن إغلاق المدارس أثناء جائحة كوفيد-19 بقلم راشيل تشونج

- متوفر بـ:
- English
- العربية
يتسم طلاب مدرسة سانت لوانجا بالمرح والثقة بالنفس، وهم يتحدثون اللغة العربية بطلاقة، وقد ظهر هذا حين تحدثوا إلينا عن مدرستهم وأصدقائهم وعبروا عن آمالهم وطموحاتهم عندما يكبرون.
أثناء جائحة كوفيد-19، لم يكن لدى الطلاب والمعلمين اللاجئين من جنوب السودان الأجهزة أو وسائل الاتصال بالانترنت اللازمة لمواصلة الدراسة والتعلم إلكترونيًا، وكانت النتيجةهي تراجع كبير في عملية التعلم باللغة العربية لدى طلاب المرحلة الابتدائية فيما يتعلق بالقراءة والكتابة والحساب.
ومن أجل التصدي لهذه المشكلة، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي ، قامت يونيسف وشركاؤها بوضع وتنفيذ برنامج التعافي من فقد التعلم، وقد تم تصميم البرنامج بهدف تزويد المعلمين بالاستراتيجيات والتقنيات اللازمة لتحديد الثغرات في عملية التعلم ومعالجتها داخل الفصول الدراسية.

وعقب مرور عامين على الإغلاق الذي شهدته مصر من جراء كوفيد-19، عاد الطلاب والمعلمون للوقوف على أقدامهم مجددًا والمضي قدمًا بأقصى طاقاتهم، وعن ذلك تحدث إليا، طالب الحقوق البالغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا، والذي صار معلمًا، قائلًا: "لقد لاحظت، باستخدام التقنيات التي تعلمتها من خلال برنامج التعافي من فقد التعلم، أن الطلاب لديهم طاقات إبداعية وتشوق للتعلم." وأضاف إليا: "إن الأساليب الحديثة في التدريس تتعامل مع الطلاب باعتبارهم ليسوا مجرد متلقين للمعرفة، فالفصول الدراسية أصبحت الآن تنطوي على عملية تبادلية بين المعلم والطلاب، حيث يجتهد الطرفان ويعملان معًا، وبالتالي، صارت العملية التعليمية أكثر إمتاعًا وتشويقًا بالنسبة للطلاب، الأمر الذي أدى إلى تسريع وتيرة تعلمهم."

وأعرب ماجور عن امتنانه لإتاحة فرص التدريب أمامهم بقوله: "لقد كان حلاً مفيدًا لنا جميعًا. بالنسبة للمعلمين، كان ممارسة عملية لبناء قدراتنا، وبالنسبة للطلاب، فقد عمل على ضمان عدم إهمال أي طالب أو إغفال حقه في التعليم".
فمن خلال برنامج التعافي من خسائر فقد التعلم، يتم تدريب المعلمين على تسريع وتيرة عملية التعلم من أجل تعويض السنوات الضائعة بسبب الجائحة، علاوة على تعويض الدروس التي يحتاج الطلاب إلى الإلمام بها لمواكبة الصف الحالي.

جوديث هي واحدة من خمسة معلمين من مدرسة سانت لوانجا شاركوا في برنامج التعافي من فقد التعلم. وعقب حضورهم التدريب الذي استمر ثلاثة أيام في نوفمبر 2022، تلقى هؤلاء المعلمون تدريبًا مستمرًا لتلبية الاحتياجات وسد الفجوات المحددة خلال فترة إطلاق البرنامج ومدتها ثمانية أسابيع. وقد تحدثت جوديث، معلمة اللغة العربية والرياضيات، عن مدى استفادتها من برنامج التدريب قائلًة: "في السابق، كنا معتادين على طرق التدريس التقليدية. ومع العودة إلى المدرسة بعد الإغلاق الذي حدث بسبب كوفيد-19 ، مكنتنا تقنيات التدريس الجديدة من أن نكون أكثر تفاعلًا مع الطلاب".

ولم تتمكن الاضطرابات التي شهدتها عملية التعلم وعانى منها الأطفال من أن تثبط عزيمتهم أو تحد من خططهم وآمالهم الكبيرة لمستقبلهم، فملاذ، الفتاة الصغيرة ذات الأحد عشر ربيعًا، تود أن تصبح مهندسة معمارية حين تكبر حتى تتمكن من بناء منازل لمن هم دون مأوى.
إن أحلامهم كبيرة، ودوافعهم قوية، لا يتبقى سوى تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمين، ومعالجة آثار فقد التعلم الناجم عن الجائحة العالمية لتحقيق أحلامهم.
ويقوم الاتحاد الأوروبي بتمويل البرنامج لدعم حصول الأطفال اللاجئين والمهاجرين وأسرهم وغيرهم من الفئات الأكثر احتياجًا في مصر على التعليم الأساسي ووصولهم إلى خدمات حماية الطفل. ويستهدف برنامج التعافي من فقد التعلم تدريب 200 معلم من أجل الوصول إلى 4000 طالب.