التعلم عاملًا محفزًا على الاندماج في المجتمع

اندماج اللاجئين السوريين في المجتمعات المصرية

نهى أبوزيد
Refugee Child
Basma Fathi/2022
20 حزيران / يونيو 2022

يحتاج الأطفال اللاجئون والوافدون في مصر إلى المساعدة  للحصول على تعلم وتدريب جيد في بيئة تعليمية شاملة ومواتية تمدهم بالمهارات الأساسية القابلة للنقل واللازمة للعمل، وهو ما يعدهم للانتقال من المدرسة إلى العمل، من مرحلة التعلم إلى مرحلة كسب الرزق.

ومنذ عام 2021، تعمل يونيسف ومؤسسة كير CARE على برنامج يهدف إلى خلق بيئة تعليمية شاملة وتمكينية للأطفال اللاجئين والوافدين وتحسين نوعية وجدوى التعليم في مدارس اللاجئين المجتمعية المستهدفة والمدارس الحكومية التي تستضيف الأطفال اللاجئين والوافدين. ويوفر برنامج آفاق "PROSPECTS" بفضل الدعم المادي السخي المقدم من سفارة مملكة هولندا وبالتعاون من مؤسسة التمويل الدولية ومنظمة العمل الدولية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ويونيسف؛ حزمة تدريبية شاملة مقدمة لـ 1500 معلم من معلمي المدارس المستهدفة. وتعمل حزمة التدريب على زيادة وعي مديري المدارس والمعلمين بحقوق اللاجئين وكذلك تنمية قدراتهم على تهيئة بيئة تعليمية شاملة ومواتية في المدارس العامة التي تستضيف الأطفال اللاجئين والوافدين. بالإضافة إلى ذلك، يتم تدريب المعلمين على مجموعة أدوات وأنشطة خارجة عن المنهج الدراسي معنية بتعليم المهارات الحياتية والمواطنة تم تطويرها بما يتماشى مع برنامج التعليم 2.0 الذي تنفذه حاليًا وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.

ومن المقرر أن يشارك ما يصل مجموعه إلى 15000 طالب في الأنشطة الخاصة بالمهارات الحياتية والتي تركز على سبعة محاور أساسية (منها المشاركة، وقبول الأخر والتنوع، والقضاء على العنف، وغيرها)، مع تعزيز المهارات الحياتية الأربعة عشر المحددة. والتي من شأنها تحسين نوعية التعليم وكفاءته في المدارس المستهدفة، مما يؤدي إلى تجهيز الطلاب بشكل أفضل للالتحاق بسوق العمل في المستقبل.

وفي هذا المقال المصور، سوف نتطرق لقصة المعلمين والطلاب السوريين الملتحقين بمدرسة 'سوريا الغد' في مدينة العبور بضواحي القاهرة، والذين استفادوا من التدريبات الشاملة للمعلمين وأنشطة المهارات الحياتية التي جرى توفيرها بفضل الإسهامات السخية المقدمة في إطار برنامج آفاق "PROSPECTS" المبرم بين سفارة مملكة هولندا ومؤسسة التمويل الدولية ومنظمة العمل الدولية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين ويونيسف.

Refugee Child
Basma Fathi/2022

قالت عبير ياسر، وهي معلمة سورية ومدربة رئيسية تلقت حزمة التدريب الشاملة لتعليم المهارات الحياتية والمواطنة في إطار البرنامج لتتابع التدريب وتوصيله إلى معلمين آخرين: "إنني سعيدة للغاية لتلقي هذا التدريب التعليمي الذي تدعمه يونيسف. لقد استمتعت به كثيرًا لأنني تعلمت مهارات جديدة ومبتكرة وتعلمت تقنيات التدريس الجديدة من خلال جلسات تعليم مهارات التدريس والتيسير وإدارة الفصول الدراسية. لقد تدربت أيضًا على مهارات التدريس عبر الإنترنت وهو أمر مفيد جدًا خلال جائحة كوفيد-19 لضمان استمرارية تعلم الطلاب."

وأضافت عبير: "لقد غير التدريب من طريقة تفكيري ومواقفي، والآن أضع نفسي في مكان الطلاب ومن ثم، يمكنني بسهولة فهم ما سيكون مفيدًا وجذّابًا بالنسبة لهم من أجل إشراكهم في عملية التعلم المبتكرة والنجاح أكاديميًا. إنني  أشعر بالرضا وبسعادة كبيرة عندما أرى الطلاب يستمتعون بالأنشطة الخارجة عن المناهج الدراسية وجلسات التوعية. أشعر أيضًا بالقوة والثقة الكبيرة لتتابع ومشاركة المعرفة مع المعلمين الآخرين."

 

Refugee Child
Basma Fathi/2022

وتحكي جنا، وهي طفلة سورية في الحادية عشر من عمرها، ملتحقة بمدرسة "سوريا الغد" المجتمعية، عن تجربتها ومدى استفادتها من أنشطة البرنامج، حيث ذكرت إنها في البداية، عندما التحقت بالمدرسة، لم تكن تحب اللعب مع الأولاد لأنهم كانوا عنيفين، وتعرضت للتنمر من قبل زملائها لأنها كانت وافدة جديدة. ولكن بعد تلقي جلستي التوعية ضد العنف وتمكين الفتيات بدعم من البرنامج، تغيرت مواقف الأطفال تجاه بعضهم وتقبلوا بعضهم، كما أصبح الأولاد أقل عنفًا؛ خاصة أن الأولاد شعروا في البداية بالتفوق على الفتيات. وقالت جنا: "لقد تعلمنا عن أنواع مختلفة من العنف وعن الاندماج الاجتماعي والقبول. عرفنا أيضًا أنه لا توجد فروق بين الفتيات والفتيان وأن لدينا جميعًا نفس الحقوق والواجبات. لقد غير هذا مواقفنا وحياتنا، خاصة حين قمت بنقل ما تعلمته لإخوتي الصغار في المنزل".

Refugee Child
Basma Fathi/2022

وقال مهند، الفتى السوري ذو الاثني عشر عامًا: "عندما جئنا إلى مصر، كانت لدي حواجز لغوية وكنت أتوقع أن أواجه صعوبات في التعامل مع المصريين. ولكن بعد الالتحاق بالمدرسة وتلقي جلسات المهارات الحياتية، تم تطوير مهاراتي في التواصل والتعاون، ولم أكن أخشى تكوين صداقات مصرية. اكتشفت أيضًا أن المصريين ودودون للغاية ومرحبون. لدي الآن خمسة أصدقاء مصريين أذهب معهم للعب كرة القدم كل يوم بعد المدرسة. لقد فهموا لهجتي بسرعة كبيرة وأنا الآن أتحدث اللهجة المصرية أيضًا."

Refugee Child
Basma Fathi/2022
عرض مقدم من الطلاب السوريين يهدف إلى قبول التنوع والاندماج الاجتماعي . ويوضح العرض كيف تعمل المهارات الحياتية على تحسين بيئة التعلم ونوعية التعليم.

ومن خلال البرنامج الذي تنفذه يونيسف ومؤسسة كير في المدارس الحكومية والمدارس المجتمعية للاجئين استفاد حتى الآن أكثر من 3534 طالبًا لاجئًا ومهاجرًا من بيئة تعلم أكثر شمولاً وتمكينًا، كما استفادوا من تحسين نوعية التعليم وجدواه وأصبحوا الآن مجهزين بشكل أفضل للانتقال من المدرسة إلى العمل ومن التعلم إلى الكسب في المستقبل.