فتحية وجيش المتطوعين لمكافحة الكوليرا في اليمن

في أواخر شهر أبريل، ظهرت الكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، ومنذ ذلك الحين تَفشّى المرضان بسرعة في جميع أنحاء البلاد.

بقلم بسمارك سوانجين ومحيي الدين فؤاد
فتحية تتحدّث إلى الأطفال عند نقطة المياه، لتثقيفهم بشأن مخاطر الكوليرا.
UNICEF Yemen/2017/Fuad
05 تموز / يوليو 2017

صنعاء، اليمن، 5 تموز/ يوليو 2017 - في أواخر شهر أبريل، ظهرت الكوليرا والإسهال المائي الحاد في اليمن، ومنذ ذلك الحين تَفشّى المرضان بسرعة في جميع أنحاء البلاد. الأطفال مُعرّضون للخطر بشكل خاص، حيث يشكّلون نصف الحالات المشتبه فيها وربع حالات الوفيات. هناك الآن مخاوف حقيقية من أن يصل عدد حالات الإسهال المائي الحاد إلى 300,000 حالة بحلول شهر آب/ أغسطس، لأن موسم الأمطار على وشك أن يبدأ. كما أن الخطر الذي يتهدّد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أكبر حتى من ذلك. فعندما تزداد حدة سوء التغذية تقل المناعة لدى الأطفال، مما يجعلهم أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض مثل الكوليرا.

تقوم اليونيسف بإنشاء مراكز لمعالجة الجفاف عن طريق الفم ومراكز لعلاج الإسهال في جميع أنحاء البلاد، وتوزيع أملاح الإماهة، وإصلاح شبكات المياه، وتنظيم حملاتٍ لتعزيز النظافة الصحية.

ويضطلع المتطوعون المجتمعيون الذين تدعمهم اليونيسف بدور رئيسي في زيادة الوعي حول كيفية الوقاية من الكوليرا والتصدي لها. يمكنك أن تجدهم يمشون في الشوارع في العديد من القرى والبلدات والمدن، يوزّعون الملصقات والنشرات ويقومون بلصقها على الجدران، ولا سيما بالقرب من نقاط المياه حيث يتجمع الناس للحصول على الماء. الرسائل الرئيسية الأربع التي ينشرونها هي: حافظ على المياه الخاصة بك مأمونة، واغسل يديك بالصابون، وحافظ على غذائك مأموناً، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع المرضى من أفراد الأسرة أو المجتمع. يمكن أن تساعد هذه الرسائل في منع الكوليرا.

ليس بالمهمة السهلة أن تجوب أنحاء المدينة سيراً على الأقدام طوال اليوم في الطقس الحار، ويكون الأمر أكثر  صعوبةً أثناء فترة الصيام في شهر رمضان المبارك.

UNICEF Video
وبمجرد أن بدأت تنتشر الكوليرا في اليمن، تنتقلت فتحية كل يوم من منزل إلى منزل تزود الأسر بمعلومات للمساعدة على وقف انتشار الكوليرا في اليمن.

لقاء مع فتحية

فتحية أحمد فرج، 45 عاماً، هي واحدة من بين ما يزيد على 16,000 متطوعٍ مجتمعي أخذوا على عاتقهم مواجهة التحدي لمكافحة تفشي الكوليرا في بلدهم. "لقد بدأنا العمل قبل حلول شهر رمضان بأسبوع. نبدأ جولتنا عادةً عند نقاط المياه، حيث يبدأ الناس في التجمع صباحاً. قبل بدء صلاة الفجر نكون قد غطّينا خَمسَ أو ستّ نقاط مياه، حيث نقوم بلصق الملصقات - بل وحتى فحص خزانات المياه للتأكد من نظافتها. الكثير من الناس يستمعون إلينا باهتمام ويغسلون حاوياتهم قبل ملئها،" تقول فتحية.

بعد نقاط المياه تتجه فتحية مع صديقة لها إلى السوق الذي يَعجّ بالناس. تقول فتحية إنه من السهل الالتقاء بجمهور كبير هناك. بعد ذلك تتجهان إلى منازل الناس، حيث تنتقلان من منزل إلى منزل لتوزيع منشورات المعلومات.

غالباً ما يتبع فتحية أثناء تنقّلها حفنة من الأطفال. تقول فتحية عنهم: "هؤلاء الأطفال يستمعون إليّ في كل محطة،"

"إن شاء الله، سيبارك الله جهودي ويستجيب دعائي لتخليصنا من هذا المرض."

منذ ظهور الكوليرا، انتشر متطوعون من المجتمع المحلي مثل فتحية، وخاصةً في المناطق الساخنة، وقد تواصلوا مع ما يقرب من مليون شخص. بالإضافة إلى تقديمهم المشورة والتثقيف بشأن الوقاية من الكوليرا، يقوم المتطوّعون أيضاً بالإبلاغ عن حالات الإصابة بالكوليرا وإحالتها إلى مراكز العلاج، كما يوضّحون للأسر كيفية إعداد محاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم.

الأطفال يُنصتون إلى فتحية وهي تشرح لهم كيفية منع انتشار الكوليرا.
UNICEF Yemen/2017/Fuad
الأطفال يُنصتون إلى فتحية وهي تشرح لهم كيفية منع انتشار الكوليرا. غالباً ما يتبع فتحية أثناء تنقّلها حفنة من الأطفال. تقول فتحية عنهم: "هؤلاء الأطفال يستمعون إليّ في كل محطة."

فقدان الأمن ووجود العنف

تعمل اليونيسف على تجهيز فتحية وجيش المتطوعين بالمهارات اللازمة والرسائل الصحيحة لتوصيلها.

لقد أدّى تصاعد الصراع في اليمن قبل أكثر من عامين، إلى جانب ارتفاع معدّلات سوء التغذية، والانهيار التام تقريباً لخدمات الصحة، والمياه، والصرف الصحي إلى خلق الظروف المثالية لانتشار الكوليرا دون رادع.

هناك نقص في الأطباء وموظفي التمريض - فقد فرّ الكثيرون منهم بسبب فقدان الأمن ووجود العنف. القليلون ممن تبقّوا منهم لم يتسلّموا رواتبهم لمدة تسعة أشهر.

وعلى صعيد الأُسر والمجتمعات المحلية، تساعد اليونيسيف في علاج المرضى وإصلاح مصادر المياه لمنع انتشار المرض أكثر من ذلك. ولكن بدون وضع حدٍّ للصراع، ستظل هذه الموجات من تفشي المرض تؤثر على حياة الكثيرين، وخاصةً الأطفال.