برنامج تحويل نقدي مبتكر يدعم الأطفال السوريين ذوي الإعاقة
يستهدف برنامج تحويل نقدي جديد تابع لليونيسف هؤلاء الأطفال وعائلاتهم من أجل تقديم الدعم الضروري.
يواجه الأطفال ذوو الإعاقة في الجمهورية العربية السورية التمييز يوميًا إضافة الى كل الضغط والعنف المصاحبين للصراع القائم. ويستهدف برنامج تحويل نقدي جديد تابع لليونيسف هؤلاء الأطفال وعائلاتهم من أجل تقديم الدعم الضروري.
حلب، الجمهورية العربية السورية، 3 أبريل/نيسان 2017 – قبل عامين وفي وسط اشتداد العنف، هرب نصر الله وهو في العاشرة من العمر، مع عائلته من منزلهم في إدلب. " خوفًا على حياة أطفالنا، لم يكن لدينا خيار آخر غير الهرب الى غرب حلب" يقول باسل، والد نصر الله.
ولكن حتى في منزلهم الجديد، يعد نصر الله من أكثر الفئات المهمشة في الجمهورية العربية السورية لأنه مصاب بمتلازمة داون. ومثل جميع الأطفال ذوي الإعاقة، يواجهه التمييز يوميًا، والذي يتفاقم بسبب وحشية النزاع القائم.
ولحسن حظ نصر الله وعائلته، فإن مشاركتهم في برنامج التحويل النقدي للأطفال ذوي الإعاقة يجعل حياتهم أكثر تحملًا.
مبادرات مبتكرة للأطفال ذوي الإعاقة
هذا أول برنامج نقدي تشجعه اليونيسف في الجمهورية العربية السورية –على الإطلاق- يقدم فرصًا للأطفال ليحصلوا على الخدمات بالرغم من الصراع القائم.
يقدم برنامج الدعم النقدي 40$ دولارا لكل طفل الى عائلات الأطفال ذوي الإعاقة كل شهرين. وتقوم وكالة الهرم لتحويل الأموال، بإرسال المال مباشرة الى العائلات المسجلة في البرنامج. ويتم اختيار العائلات بناء على معايير متفق عليها تشمل الإعاقات المعقدة مثل التوحد، والإعاقة الفكرية، والشلل الدماغي.
تقول كريستينا روكسيلا، رئيسة البرامج الاجتماعية وحماية الأطفال بمكتب اليونيسف بسوريا " بمساعدة الأخصائيين الاجتماعيين التابعين لنا، نقوم بتحديد هؤلاء الأطفال ونراقب عن كثب عملية توزيع الأموال. حيث يقوم الاخصائيون الاجتماعيون بتقييم متعمق لاحتياجات هذه العائلات، ويتابعوهم خلال فترة البرنامج، ويساعدوهم في العثور على الاستجابات التي يحتاجونها لأطفالهم".
وبالشكر للمساهمة السخية من الحكومة الألمانية، يهدف البرنامج الحالي الى الوصول الى 4250 طفل من ذوي الإعاقة في حلب في 2017، بخطة لزيادة ذلك خلال العام في مناطق أخرى من البلاد.
وتقول السيدة روكسيلا " إن رؤيتنا هي مساعدة العائلات على الاستجابة الفورية لاحتياجات أطفالهم وأن نوفر لهم المرونة التي يحتاجون من اجل الوفاء بالتزاماتهم كآباء".
انطلاق المواهب الدفينة
يعمل باسل، والد نصر الله، كمدرب تنس محترف. وبعد أن رأى مهارة التنس لدى نصر الله، بدأ في تدريبه في سن مبكرة.
ويقول " إن الأطفال ذوي الإعاقة أطفال ذو مواهب دفينة"
ولازال نصر الله يتمرن على التنس مع والده، وقد فاز مؤخرًا بميدالية ذهبية في مسابقة للتنس مخصصة للأطفال ذوي الإعاقة.
يقول نصر الله بفخر في عينيه " أريد أن أصبح رافاييل نادال" .
تعزيز القدرة على المقاومة
إن برنامج الدعم النقدي يساعد في تقليل الأثر الذي تركه الصراع الوحشي على العائلات الأكثر ضعفًا من خلال دعم دخلهم لتحسين وصولهم الى الغذاء والخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
يعاني نصر الله من مرض في الجهاز الهضمي يجعله يتقيأ ويزيد من خطر التجفاف. ويحتاج نصر الله الى نظام غذائي خاص، مما يزيد من العبء المالي للعائلة.
يقول باسل " إن برنامج الدعم النقدي للأطفال ذوي الإعاقة يساعدنا على إحضار الغذاء المناسب لابننا. عدا ذلك لن نستطيع توفيره". " يحتاج نصر الله الى طعام ذو جودة ليقوي جسمه ويسمح له بأن يحقق حلمه في لعب التنس."