تركز اليونيسف على الحلول الابتكارية من أجل تحسين حياة الأطفال وأسرهم من خلال استخدام منتجات جديدة أو أفضل من المنتجات الحالية، أو قد يكون الابتكار متمثلاً في تطوير أنظمة تقديم الخدمات ذاتها.
نحن بصدد تجديد الموقع الإلكتروني لمنظمة اليونيسف. الموقع هو في مرحلة انتقالية حيث نقوم باستبدال الصفحات القديمة بالجديدة تدريجيا. شكراً على تفهمكم ونرجو أن تُكرّروا زيارة الموقع لاكتشاف الجديد.
طفل جريح يتلقى العلاج الطبي في أعقاب الزلزال الذي ضرب بور أو برنس في 13 كانون الثاني/يناير 2010. وأدى الزلزال الذي ضرب هايتي وبلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر إلى مقتل ما يصل عدهم إلى الآلاف من السكان، ولحق الدمار على السواء بقصر الرئاسة وبمساكن الفقراء على سفوح الجبال، وترك هذا البلد الفقير من بلدان الكاريبي في حالة يناشد فيها العالم تقديم المساعدة الدولية.
نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، 13 كانون الثاني/يناير 2010 ـ على الرغم من الدمار الشديد الذي لحق بمكاتب اليونيسف في بور أو برنس، فإن المنظمة مستعدة لتقديم الدعم الفوري لضحايا هذه الأزمة الإنسانية التي لم تتكشف جوانبها الكاملة بعد في أعقاب الزلزال القوي الذي ضرب هايتي أمس.
وفي هذا الصدد قالت المديرة التنفيذية لليونيسف آن م. فينمان "ومع أن جهود الإغاثة قد بدأت بالفعل، إلا أن الاتصالات بالغة الصعوبة ولا تزال المعلومات الدقيقة شحيحة؛ ومن الواضح أن الزلزال خلَّف آثاراً بالغة الشدة، وهناك الكثير من الأطفال بين الضحايا. إننا نشاطر جميع الأسر التي هزتها هذه المأساة بشكل رهيب محنتها وأحزانها. "
وأضافت آن م. فينمان: "ستقوم اليونيسف بإرسال اللوازم الضرورية إلى جاكميل وبور ـ أو ـ برنس بأسرع وقت ممكن من أجل المساعدة في جهود الإنعاش، بما في ذلك توفير المياه النقية والمرافق الصحية والأغذية العلاجية والمعدات الطبية والمآوى المؤقتة. وسنركز أيضاً على الأطفال الذين انفصلوا عن ذويهم من أجل حمايتهم من الضرر والاستغلال."
ولقد تم الاطمئنان على سلامة جميع موظفي اليونيسف في بور ـ أو ـ برنس، على الرغم من الدمار الشديد الذي لحق بمباني عمل اليونيسف في المدينة، كما لحق الدمار بمرافق الاتصالات الخاصة بالمنظمة. وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف آن م. فينمان "نشعر أيضاً ببالغ القلق على زملائنا في بعثة الأمم المتحدة في هايتي الذين لا يزال الكثير منهم في عداد المفقودين."
كفـاح دائـم
لقد كانت حالة الأطفال والنساء في هايتي مثالاً لحالات الضعف الشديد والمعاناة حتى قبل أن يضرب الزلزال الأخير هذه الجزيرة. فهايتي واحدة من أفقر البلدان على ظهر البسيطة ـ وتحتل المرتبة 148 من بين 179 بلداً في مؤشر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للتنمية البشرية، وهي تكافح من أجل التعافي بعد سنوات عديدة من العنف وانعدام الأمن وعدم الاستقرار. وهايتي لها تاريخ طويل من النكبات بالكوارث الطبيعية واحدة إثر أخرى.
خريطة زلازل صادرة عن مركز المسح الجيولوجي بالولايات المتحدة لزلزال هايتي، 12 كانون الثاني/يناير 2010
وخريطة توزيع الدخل في هايتي تتسم بقدر كبير من عدم التوازن، وهناك شخص واحد فقط من بين كل 50 شخصاً يحظى بوظيفة ثابتة مدرة للدخل. وهناك انعدام شديد في تكافؤ فرص الحصول على الخدمات: وكلما زاد مستوى فقر الطفل، قلت فرصته في الحصول على حقوقه الأساسية. وهناك أعداد مهولة من الأطفال والنساء الهايتيين الذين يكافحون بقوة من أجل تأمين حقهم في الحصول على ضرورات الحياة الأساسية مثل الأغذية الكافية، والمياه النقية، والتعليم، والحماية من العنف.
وهايتي أيضاً تقع في المرتبة الثانية بين أعلى البلدان كثافة في السكان في النصف الغربي للكرة الأرضية. وهناك أربعة أطفال من بين كل 10 أطفال يعيشون في مساكن فقيرة أراضيها من الطمي أو في ظروف اكتظاظ سكاني حاد، حيث يعيش أكثر من خمسة أشخاص في غرفة واحدة. وفي ضوء حقيقة أن ما يقدر بنسبة 46 في المائة من السكان هم تحت سن الثامنة عشرة، فإن ضروب الكفاح التي يعاني منها أطفال هايتي تتردد أصداؤها في سائر أنحاء المجتمع، ويتوقع لها أن تؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل.
ولا مناص من أن تكون لهذه الكارثة الطبيعية التي ألمت بالبلد مؤخراً عواقبها المدمرة خاصة وأنها تأتي في أعقاب الإعصار الحاد الذي ضرب هايتي في عام 2008 ولا يزال البلد يسعى جاهداً للتعافي من آثاره.
وبالنظر إلى الاكتظاظ السكاني الهائل للناس الذين يعيشون في أحياء متلاصقة، ومع الخطر الشديد الذي تتعرض له فرص الحصول على المياه النقية والأوضاع الصحية السليمة حتى في أحسن الأوقات، هناك احتمالات كبيرة، إذا ما حلت كارثة طبيعية، بأن تتفشى بدرجة عالية الأمراض التي تهدد حياة البشر والتي تنقل عن طريق المياه غير النقية، فضلاً عن الصعوبات التي ستكتنف عمليات إيصال ما تمس الحاجة إليه من المواد الغذائية واللوازم الطبية وخدمات الحماية. والأطفال، كما هي الحال دائماً، هم الذين يتعرضون لأوخم العواقب.