يا للفرق الذي يتحقق في سنة!

ثمة أشياء كثيرة قد تحدث خلال سنة. والسنة الأولى في حياة الطفل هي وقت مدهش من النمو والاكتشاف.

بقلم «إلفي نجيوكيكتجين» و «أنوش بابانجانيان»
24 كانون الأول / ديسمبر 2019

يتعلم الطفل في سنته الأولى كيف ينقلب جانباً، وكيف يأكل طعاماً صلباً للمرة الأولى، وينطق أولى كلماته، وقد يمشى أولى خطواته. ولكن تُبتر حياة 2.5 مليون مولود جديد سنوياً، إذ لا يظلون على قيد الحياة لإتمام الشهر الأول من أعمارهم، ولا يحصلون على فرصة لينموا ويزدهروا. ولا ينبغي أن يكون الوضع على هذا النحو، فيجب أن تحصل كل أم وكل طفل على رعاية يقدمها مختص صحي مدرب ومزوّد بالمعدات اللازمة للمحافظة على صحة الأم والطفل على امتداد فترة الحمل والشهر الأول من الحياة. وإذا توفّرت إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الجيدة وميسورة الكلفة، يصبح بوسع كل أسرة أن تحظى بفرصة لرؤية الفرق الذي يتحقق خلال سنة.

Mother Delgermurun Tsolomon, 32, holds her with her baby Sugarmaa, 8 days old, outside her ger in the Alag-Erdene area in Mongolia on 1 March 2018.
UNICEF/UN0188829/Njiokiktjien VII Photo
Sugarmaa Batjargal, 1, photographed at a health centre in Alag-Erdene district, Khövsgöl province, Mongolia, on 21 May 2019.
UNICEF/UN0336370/Babajanyan VII Photo
منغوليا

وُلدت «سوغارما» (ويعني اسمها ’الجمعة‘ بلغة التيبت) في مركز صحي قريب من كوخ الأسرة في منغوليا. وتمكنت والدتها، «ديلجيرمورون» من البقاء قريباً من أسرتها في الأيام التي سبقت الولادة إذ كان المركز الصحي مزوداً ’ببيت انتظار للأمهات‘. وتقول «ديلجيرمورون»، "كنت سعيدة جداً بعد أن وُلدت طفلتي. وحالما رأيتها، عرفتُ حالاً أنها تشبهني. ولم أعرف جنسها قبل أن تولد، ولكنني سعيدة جداً أن أكون أماً لثلاث بنات الآن".

وبعد مرور سنة، كان نمو «سوغارما» وتطورها العام جيداً. فهي تفهم بسرعة — وتتعلم بأفضل طريقة من خلال مشاهدة الآخرين وتقليد تصرفاتهم — ولكنها تشعر بقلة الحيلة أحياناً. وهي تلعب مع شقيقاتها وتستخدم ألعابهن، وتتمتع باستخدام أكواب الشاي لتلعب بالماء والشاي. ويؤدي والدها «بوريفجي» دوراً فاعلاً في رعايتها؛ إذ يلعب معها ويقرأ لها. ويتحدث عن بناته الثلاث ويقول، "أريدهن أن يصبحن مثلي — فأنا شخص أعمل بلا كلل. ونحن نبذل كل ما في وسعنا لتصبح بناتنا متعلمات وذكيات وطيبات".

 

Mother Jannatul Ferdousi, 22, holds her 29-day-old baby daughter Ayedatujannah Tahiat at the Special Care Newborn Units (SCANU) of the Institute of Child and Mother Health in Dhaka, Bangladesh, Sunday 18 February 2018.
UNICEF/UN0188863/Njiokiktjien VII Photo
On 26 June 2019, Ayedatujannah Tahiat, 1, in her family’s apartment in Shonir Akhra Bazar in the village of Matuail, Naryanjganj district of Dhaka, Bangladesh.
UNICEF/UN0336461/Babajanyan VII Photo
بنغلاديش

وُلِدَتْ «أيداتوجوناه» قبل أوانها بثمانية أسابيع، وكان وزنها يبلغ 2 كيلوغرام فقط. ولم تكن ولادتها سهلة، فلم تبكي بعد ولادتها، بل تشنّجت وتحوّل لون جلدها إلى الأزرق. وأمضت الأيام الأربعة من حياتها في العناية الحثيثة في وحدة لرعاية المواليد الجدد تدعمها اليونيسف في بنغلاديش. وبفضل هذه الرعاية والرضاعة الطبيعية التي قدمتها أمها المُحِبّة، تمكنت من البقاء. وقالت أمها، «جانوتول»، "لم نكن متأكدين ما إذا كانت ستعيش أم لا. لذا، عندما تمكَنَتْ من البقاء، كان الأمر وكأنها تعود من السماء. وعندما أدركتُ أنها ستعيش شعرتُ أن ذلك هو أفضل شيء يمكنني أن أحصل عليه من الحياة". ويدعوها أهلها حالياً «تحيات» اختصاراً، أما اسمها فيعني ’تحيات لتلك التي عادت من السماء‘.

وعندما بلغت «تحيات» سن السنة، أقام أهلها احتفالاً كبيراً. وما زالت تحصل على الرضاعة الطبيعية وستظل تحصل عليها حتى تصل عمر 24 شهراً. وتقول «جانوتول» إن النظام الغذائي لطفلتها يتضمن حالياً "بيض طائر السمان، وبيض الدجاج، ولحم الدجاج، والسمك، وبيض السمك، والبطاطا، والبقول والذرة. وهي تحب البندورة وخليط الخضار مع الملح. أما الموز فهو فاكهتها المفضة. وتحب حليب البقر الدافئ مع السكر. كما أنها تحب الماء البارد ومكعبات الثلج!".

 

On 10 February 2018 in Peru, mother Verónica Anchaya Huamám, 22, holds her 14-day-old baby son Liam Aaron Cóndor Anchaya, who was born at the health centre in Yaurisque District, Paruro Province.
UNICEF/UN0197886/Njiokiktjien VII Photo
Liam Aaron Cóndor Anchaya, 1, photographed at the same health centre in which he was born in Yaurisque District, Paruro Province, Peru, 11 April 2019.
UNICEF/UN0331243/Babajanyan VII Photo
بيرو

«ليام» هو طفل وحيد لأبويه، وقد ولدته أمه «فيرونيكا» في مركز صحي في منطقة ينحدر غالبية سكانها من شعب كوينتشو الأصلي في بيرو. وتقول «ريني ألسيرا بيريو هوانكاهوير»، وهي ممرضة مرخصة، "أنا أعمل في هذه المنطقة منذ عام 1996 ... منذ بدأتْ اليونيسف العمل هنا. وبات بوسعنا [في السنوات الأخيرة] زيارة المجتمعات المحلية وإيلاء اهتمام أكبر بالولادات ونماء الأطفال... وكان الأمر صعباً في السابق، إذ لم يكن أفراد المجتمع المحلي يسمحون لنا بدخول بيوتهم. وكانوا يغلقون أبوابهم ويقولون إنهم مشغولون. والآن أصبحوا يسمحون لنا بالدخول، حتى أنهم بدأوا يتوجهون إلى العيادة".

وبعد سنة من ولادة «ليام»، تقول أمه، «فيرونيكا»، إنه يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من فقر الدم، وهو مرض منتشر في المنطقة. وتقول، "إنه يأكل كل شيء"، وإضافة إلى وجبة الفطور — المؤلفة من عصيدة الذرة والبطاطا — يتناول أغذية متنوعة. أما أغذيته المفضلة فهي الجزر والجبنة والذرة والفاصوليا وشوربة القرع ونبتة التارو والحليب. وتقول «فيرونيكا»، "أصنع له أيضاً عصائر من الجزر والشمندر وبراعم البقوليات. وأخلط معها أحياناً قشر موز وقشر البيض المطحون". وبفضل التدريبات الغذائية التي حصلت عليها الأم من قابلة، فقد تمكنت من تحسين النظام الغذائي لطفلها.

 

Mother Masibiry Koné, 34, holds her daughter Malado Diarra, 16 days old, at the community health center of Koumatou, Mali on 8 March 2018.
UNICEF/UN0201111/Njiokiktjien VII Photo
Malado Diarra, 1, plays in the Community Health Centre in Koumatou, Mali, on 29 April 2019.
UNICEF/UN0338546/Babajanyan VII Photo
مالي

وُلِدت «مالادو» في مالي، وذلك دون تعقيدات وبصحة جيدة، وهي الطفلة الصغرى بين أربعة أشقاء. وتقول أمها «ميسيبيري»، "شعرتُ بسعادة غامرة عندما رأيتها لأول مرة. وأريد لها أن تتمتع بالصحة. وأحلم بأن أتمكن من ادخار بعض المال لها، حتى تظل في وضع جيد حينما تنتهي حياتي. وعندما آن أوان ولادة طفلتي، كنت أشعر بألم شديد. واعتقدتُ أنني سأموت في السيارة التي نقلتني إلى المستشفى. ولكن حالما وُلِدَتْ والتقتْ أعيننا، بدأَتْ هي تبكي وشعرتُ أنا بفرح غامر".

وبعد مرور أكثر من سنة، ما زالت «مالادو» تحصل على الرضاعة الطبيعية، وتناولت أول غذاء صلب، العصيدة، عندما كان عمرها 7 أشهر. وتقول «ميسيبيري»، "عادة ما تأكل العصيدة والبقوليات والبطاطا، إلا أنها تحب الرضاعة الطبيعية". وتأكل «مالادو» البيض والسمك ولحم البقر والدجاج. وتشترك في اللعب مع أشقائها وتتمتع باللعب مع أبيها «آداما». ويقول أبوها، "عندما أعود من سفراتي، فهي تركض نحوي. وهي مليئة بالحيوية وتركض دائماً. وعلينا أن ننتبه إليها دائماً، فهي سريعة، حتى أنها أسرع من الأطفال الذين يفوقونها سناً".


تتلقى اليونيسف دعماً في كل سنة من أفراد من جميع أنحاء العالم للمساعدة في توليد 20 في المئة من المواليد الجدد في العالم. وبفضل هذا الدعم، يحصل الأطفال على فرصة للبقاء وتتمكن الأسر من الاحتفاء بالمراحل الرئيسية التي تجري خلال السنة الأولى من حياة الطفل، مما يمنح كل أسرة فرصة لرؤية الفرق الذي يتحقق خلال سنة.