وكالات الأمم المتحدة تصرّح: امرأة واحدة تموت كل دقيقتين بسبب الحمل أو الولادة

بيانات جديدة تشير إلى تراجع كبير في صحة الأم في أنحاء عديدة من العالم، ما يبرز تفاوتات صارخة في إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية

27 شباط / فبراير 2023
أم ترقد في سرير المستشفى وتحمل مولودها الجديد.
UNICEF/UN0541828/Satu
أنجبت جهان، 18 عاماً، طفلها الأول بدعم من مركز رعاية صحية أولية تابع لليونيسف، في مخيمات اللاجئين الروهينغيا.

جنيف / نيويورك / واشنطن، 23 شباط / فبراير 2023 — تشير أحدث التقديرات التي صدرت اليوم في تقرير أعدته وكالات تابعة للأمم المتحدة إلى أن امرأة تموت كل دقيقتين أثناء الحمل أو الولادة. ويكشف هذا التقرير، المعنون "الاتجاهات السائدة في وفيات الأمهات"، عن تراجع مقلق في صحة المرأة خلال السنوات الأخيرة، حيث زادت وفيات الأمهات أو ظلت كما هي دون تغيير في جميع أقاليم العالم تقريباً.

واستنكر الدكتور تيدروس أدحانوم غيبرييسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية قائلاً: "في حين أن الحمل ينبغي أن يكون فترة مفعمة بالأمل وتجربة إيجابية لجميع النساء، فإن من المحزن أنه لا يزال يمثل تجربة محفوفة بمخاطر جمّة بالنسبة لملايين من النساء في جميع أنحاء العالم ممن يحتجن إلى رعاية صحية عالية الجودة تحترمهن. تكشف هذه الإحصاءات الجديدة عن الحاجة الملحة لضمان حصول كل امرأة وفتاة على الخدمات الصحية الحيوية قبل الولادة وخلالها وبعدها، وأن تتمكن كلٌ منهن من ممارسة حقوقها الإنجابية كاملاً".

ويشير التقرير، الذي يرصد وفيات الأمهات على الصعد الوطنية والإقليمية والعالمية من عام 2000 إلى عام 2020، إلى أن هناك ما يقدر بحوالي 287,000 حالة وفاة للأمهات في جميع أنحاء العالم في عام 2020. وهذا يمثل انخفاضاً طفيفاً فقط عن 309,000 حالة في عام 2016 — عندما دخلت أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حيز التنفيذ. ولئن كان التقرير يشير إلى وجود تقدم كبير في خفض وفيات الأمهات بين عامي 2000 و2015، فإن ذلك التقدم قد تعثر تعثراً كبيراً، بل إنه تراجع في بعض الحالات، عقب تلك الفترة.

وفي إقليمين من أقاليم الأمم المتحدة الثمانية — أوروبا وأمريكا الشمالية، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي — ارتفع معدل وفيات الأمهات بنسبة 17٪ و15٪ على التوالي بين عامي 2016 و2020، ولم يقع مثل ذلك الارتفاع في بقية العالم. ويشير التقرير إلى أن إحراز التقدم ممكن: فعلى سبيل المثال، شهد إقليمان — أستراليا ونيوزيلندا، ووسط وجنوب آسيا — انخفاضاً كبيراً (بنسبة 35٪ و16٪ على التوالي) في معدلات وفيات الأمهات خلال ذات الفترة، ووقع الانخفاض أيضاً في 31 بلداً من بلدان العالم.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل: "بالنسبة لملايين الأسر، فإن معجزة ميلاد طفل تتحطم بمأساة وفاة الأم. لا ينبغي لأي أم أن تخشى على حياتها عندما تهب إلى العالم طفلاً، خاصة في وجود المعرفة والأدوات اللازمة لعلاج المضاعفات الشائعة. إن الإنصاف في الرعاية الصحية يتيح لكل أم، بصرف النظر عمن هي وأين تكون، فرصة متكافئة لولادة آمنة والتمتع في مقبل أيامها بصحة موفورة وسط أسرتها".

وتبين الأرقام الإجمالية أن وفيات الأمهات لا تزال تتركز إلى حد كبير في أفقر أجزاء العالم وفي البلدان المتأثرة بالصراعات. وفي عام 2020، كان حوالي 70٪ من جميع وفيات الأمهات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وفي تسعة بلدان تواجه أزمات إنسانية حادة، كانت معدلات وفيات الأمهات أكثر من ضعف المتوسط العالمي (551 حالة وفاة للأمهات لكل 100,000 مولود حي، مقارنة ب 223 حالة على الصعيد العالمي).

وقال خوان بابلو أوريبي، المدير العالمي للصحة والتغذية والسكان في البنك الدولي، ومدير مرفق التمويل العالمي: "يقدم هذا التقرير تذكيراً جلياً آخر بالحاجة الملحة إلى مضاعفة التزامنا بصحة المرأة والمراهقات. ومن خلال اتخاذ إجراءات فورية، وزيادة الاستثمارات في الرعاية الصحية الأولية، وتصميم نظم صحية أقوى وأكثر قدرة على الصمود، يمكننا إنقاذ الأرواح، وتحسين الصحة والرفاه، وتعزيز حقوق النساء والمراهقات والفرص المتاحة لهن".

ومن الأسباب الرئيسية لوفيات الأمهات النزيف الحاد وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالعدوى المرتبطة بالحمل والمضاعفات الناجمة عن الإجهاض غير الآمن والاعتلالات الموجودة أصلاً التي يمكن أن تتفاقم بسبب الحمل (مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز والملاريا). وكل هذه يمكن الوقاية منها وعلاجها إلى حد كبير من خلال الحصول على رعاية صحية تتسم بالجودة العالية والسمعة الطيبة.

ويمكن للرعاية الصحية الأولية المجتمعية التي تركز على المجتمعات المحلية أن تلبي احتياجات النساء والأطفال والمراهقات وتمكن من مراعاة الإنصاف في الحصول على الخدمات الحيوية مثل حالات الولادة التي تتطلب المساعدة، والرعاية قبل الولادة وبعدها، وتطعيم الأطفال، والتغذية، وتنظيم الأسرة. ومع ذلك، فإن نقص تمويل أنظمة الرعاية الصحية الأولية، ونقص العاملين المدربين في مجال الرعاية الصحية، وضعف سلاسل توريد المنتجات الطبية تهدد إحراز تقدم.

ولا يتلقى ما يقرب من ثلث النساء حتى ولو نصف الفحوص الثمانية الموصى بها قبل الولادة، كما لا يتلقين رعاية ما بعد الولادة الأساسية، في حين أن حوالي 270 مليون امرأة لا تتاح لهن الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة. إن الاهتمام بالصحة الإنجابية — لا سيما اتخاذ قرار بإنجاب طفل ووقت إنجابه — أمر بالغ الأهمية لضمان قدرة النساء على التخطيط للحمل والفترة الفاصلة بين كل حمل وآخر وحماية صحتهن. ويزيد التفاوت المرتبط بالدخل أو التعليم أو العرق أو الأصل الإثني من المخاطر التي تتعرض لها النساء الحوامل المهمشات — وهنّ الأقل حظاً في الحصول على رعاية الأمومة الأساسية والأكثر عرضة لظهور المشكلات الصحية الكامنة في أثناء الحمل.

وقالت المديرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة للسكان الدكتورة ناتاليا كانيم: "من غير المعقول أن تصل الوفيات في العام الواحد إلى ما يزيد عن 280,000. يمكننا، ويجب علينا، أن نحسّن هذا الوضع من خلال الاستثمار العاجل في تنظيم الأسرة وسد النقص العالمي في القابلات الذي يبلغ 900,000 قابلة حتى تتمكن كل امرأة من الحصول على ما تحتاجه من رعاية منقذة للحياة. ولدينا الأدوات والمعرفة والموارد اللازمة لإنهاء حالات وفيات الأمهات التي يمكن منع حدوثها. وما نحتاجه الآن هو الإرادة السياسية".

وربما تكون جائحة كوفيد-19 قد أعاقت التقدم المحرز في مجال صحة الأم. وبملاحظة أن سلسلة البيانات الحالية تنتهي في عام 2020، ستكون هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتبيان التأثير الحقيقي للجائحة في وفيات الأمهات. ومع ذلك، يمكن أن تزيد عدوى كوفيد-19 من المخاطر أثناء الحمل، لذلك ينبغي للبلدان اتخاذ إجراءات لضمان أن تحصل النساء الحوامل ومن يخططن للحمل على لقاحات كوفيد-19 والرعاية الفعالة السابقة للولادة.

وقال جون ويلموث، مدير شعبة السكان في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية "يظل خفض وفيات الأمهات أحد التحديات الصحية العالمية الأكثر إلحاحاً. إن القضاء على وفيات الأمهات التي يمكن منع حدوثها وتيسير حصول جميع الأمهات على الرعاية الصحية الجيدة يقتضيان بذل جهود وطنية ودولية مستمرة والتزاماً صارماً، خاصة من أجل المجموعات السكانية المهمشة. وتحتم علينا مسؤوليتنا الجماعية ضمان أن تضع كل أم في كل مكان طفلها بسلام حتى يمكن للأم وطفلها العيش في هناء".

ويكشف التقرير أنه يجب على العالم الإسراع في إحراز تقدم صوب الوفاء بالأهداف العالمية المتعلقة بخفض وفيات الأمهات، وإلا فإنه سيعرض حياة أكثر من مليون امرأة إلى الخطر بحلول عام 2030.

 

ملاحظات للمحررين

نظرة إجمالية على التقرير

أصدرت منظمة الصحة العالمية هذا التقرير نيابة عن فريق الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعني بتقدير وفيات الأمهات الذي يضم منظمة الصحة العالمية واليونيسيف وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومجموعة البنك الدولي وشعبة السكان بإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة. ويستخدم التقرير البيانات الوطنية المتاحة عن وفيات الأمهات لتقدير مستويات واتجاهات وفيات الأمهات للفترة 2000–2020. وتحل البيات في هذا المنشور الجديد محل جميع التقديرات التي نشرتها في السابق منظمة الصحة العالمية وفريق الأمم المتحدة المشترك بين الوكالات المعني بتقدير وفيات الأمهات.

نظرة إجمالية على البيانات

يتمثل هدف التنمية المستدامة لوفيات الأمهات في خفض معدل وفيات الأمهات في العالم إلى أقل من 70 حالة وفاة لكل 100,000 مولود حي بحلول عام 2030. وقدر المعدل العالمي لوفيات الأمهات في عام 2020 بحوالي 223 حالة وفاة للأمهات لكل 100,000 مولود حي، أي انخفض من 227 في عام 2015 ومن 339 في عام 2000. وخلال حقبة الأهداف الإنمائية للألفية من عام 2000 إلى عام 2015، كان معدل الانخفاض السنوي العالمي 2,7٪، لكنه انخفض بقدر ضئيل خلال السنوات الخمس الأولى من حقبة أهداف التنمية المستدامة (من 2016 إلى 2020).

ويتضمن التقرير بيانات مصنفة حسب الأقاليم التالية، تستخدم لإعداد تقارير أهداف التنمية المستدامة: آسيا الوسطى وجنوب آسيا؛ أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ أمريكا الشمالية وأوروبا؛ أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي؛ غرب آسيا وشمال أفريقيا؛ أستراليا ونيوزيلندا، شرق آسيا وجنوب شرق آسيا؛ وأوقيانوسيا باستثناء أستراليا ونيوزيلندا.

وتعرف وفاة الأم بأنها وفاة بسبب المضاعفات المتعلقة بالحمل أو الولادة، وتحدث عندما تكون المرأة حاملاً، أو في خلال ستة أسابيع من نهاية الحمل.

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

Sara Alhattab
UNICEF New York
هاتف: +1 917 957 6536
بريد إلكتروني: salhattab@unicef.org
Laura Keenan
WHO Geneva
بريد إلكتروني: keenanl@who.int

عن اليونيسف

تعمل اليونيسف في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم. فنحن نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلداً وإقليماً لبناء عالم أفضل للجميع.

تابع اليونيسف على تويتر وعلى فيسبوك.