لا يمكننا التخلي عن أطفال أفغانستان في أصعب الأوقات التي يمرون بها
بيان من المدير الإقليمي لليونيسف في جنوب آسيا، جورج لاريا - أدجي، لدى عودته من كابول

- متوفر بـ:
- English
- العربية
كاتماندو – 29 آب/أغسطس 2021 - قبل سقوط كابول كانت أفغانستان بالفعل واحدة من أصعب الأماكن على وجه الأرض للأطفال. في الأسابيع الماضية، مع تزايد الصراع وانعدام الأمن، فإن الأطفال، الذين الأقل مسؤولية في خلق هذه الأزمة، هم من يدفع ابهظ الثمن. لم يُجبر البعض فقط على ترك منازلهم وانقطعوا عن مدارسهم وأصدقائهم، ولكنهم أيضًا محرومون من الرعاية الصحية الأساسية التي يمكن أن تنقذهم من أمراض مثل شلل الأطفال والكزاز.
الآن، مع الأزمة الأمنية والارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والجفاف الشديد وانتشار جائحة كوفيد-19 وشتاء قاسٍ آخر قاب قوسين أو أدنى، فإن الأطفال معرضون لخطر أكبر من أي وقت مضى.
إذا استمر الوضع بالاتجاه الحالي، تتوقع اليونيسف أن مليون طفل دون سن الخامسة في أفغانستان سيعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم - وهو مرض يهدد الحياة. وفي الوقت نفسه هناك أكثر من 4 ملايين طفل، من ضمنهم 2,2 مليون فتاة، خارج المدرسة. اضطر حوالي 300,000 طفل على ترك منازلهم، بعضهم بملابس نومهم أثناء منامهم، والبعض الآخر بينما كانوا يجلسون بهدوء يقرأون الكتب المدرسية. لقد شهد الكثير منهم مشاهد لا يجب أن يراها أي طفل على الإطلاق. يعاني الأطفال والمراهقون من القلق والخوف وهم بحاجة ماسة إلى دعم الصحة النفسية.
نعلم أن بعض الشركاء يفكرون في قطع المساعدات عن أفغانستان. هذا مقلق للغاية ويطرح بعض الأسئلة الرئيسية.
هل سيكون لدينا موارد كافية لمواصلة تشغيل المراكز الصحية ولضمان قدرة المرأة الحامل على الولادة دون المخاطرة بحياتها؟
هل سيكون لدينا موارد كافية لإبقاء المدارس مفتوحة ولضمان قدرة كل من الفتيات والفتيان، في أعمارهم الفتية، على الحصول على فرصهم في التعلم في أماكن توفر لهم الأمن والرعاية؟
هل سيكون لدينا موارد كافية لإنقاذ حياة مئات الآلاف من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد؟
تعمل اليونيسف في أفغانستان منذ 65 عامًا ولها حضور ميداني في جميع أنحاء البلاد. نحن نشرك جميع الجهات المعنية حتى نتمكن من زيادة استجابتنا في جميع المناطق. نحن ندعم بالفعل حاليا فرق الصحة والتغذية المتنقلة في مخيمات النازحين داخليًا وننشئ مساحات صديقة للأطفال ومراكز للتغذية ومواقع للتلقيح ونوفر إمدادات أخرى منقذة للحياة كما نستمر بدعم آلاف الطلاب في فصول التعليم المجتمعي.
لكن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الموارد. يخبرنا الشباب والأطفال أنهم في حاجة ماسة إلى الخدمات الأساسية - وهي الاحتياجات التي يمكن للمجتمع الإنساني الاستجابة لها بسهولة عند توفر الدعم من الجهات المانحة. أطلقت اليونيسف مؤخرًا نداءً بحاجتها الى 192 مليون دولار أمريكي ونحث المانحين على زيادة دعمهم للأسر والأطفال الضعفاء الذين يكافحون وسط أزمة إنسانية متصاعدة.
لم تكن احتياجات أطفال أفغانستان أكبر من أي وقت مضى. لا يمكننا التخلي عنهم الآن.