اليونيسف - مليار طفل معرضون "لمخاطر مرتفعة للغاية" ناتجة عن آثار أزمة المناخ

وفقًا لأول مؤشر يركز على تعرض الأطفال لمخاطر المناخ، فإن الأطفال في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ونيجيريا من بين أكثر الأطفال عُرضة لمخاطر تغير المناخ.

19 آب / أغسطس 2021
فتاة تحمي نفسها من الأمطار الغزيرة وترتدي معطفا واق من المطر أثناء عودتها من مأوى إلى منزلها بعد مرور إعصار إيوتا في نيكاراغوا، في بيلوي، في 16 نوفمبر، 2020.
UNICEF/UN0372373/Ocon/AFP-Services
فتاة تحمي نفسها من الأمطار الغزيرة وترتدي معطفا واق من المطر أثناء عودتها من مأوى إلى منزلها بعد مرور إعصار إيوتا في نيكاراغوا، في بيلوي، في 16 نوفمبر، 2020.

نيويورك، 20 أغسطس/آب 2021 - يعتبر الشباب الذين يعيشون في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ونيجيريا وغينيا وغينيا بيساو هم الأكثر عُرضة لمخاطر آثار تغير المناخ، وهو ما يهدد صحتهم وتعليمهم وحمايتهم، ويعرضهم للأمراض الفتاكة، وذلك وفقًا لما جاء في تقرير أصدرته اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) اليوم.

 أزمة المناخ هي أزمة حقوق الطفل: يُعَدُّ تطبيق مؤشر تعرض الأطفال لمخاطر المناخ أول خطوة من خطوات تحليل شامل للمخاطر المناخية من منظور الطفل. وتصنِّف اليونيسف البلدان على أساس تعرض الأطفال للصدمات المناخية والبيئية، مثل الأعاصير وموجات الحر، وكذلك مدى تأثرهم بتلك الصدمات، استنادًا إلى إمكانية توافر الخدمات الأساسية لهم.

ويخلص التقرير، الذي تم إطلاقه بالتعاون مع حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، في الذكرى السنوية الثالثة لحركة "الإضرابات العالمية من أجل المناخ"، التي يقودها الشباب، إلى أن نحو مليار طفل -أي حوالي نصف أطفال العالم البالغ عددهم 2.2 مليار طفل- يعيشون في أحد البلدان الـ 33 المصنفة على أنها "مرتفعة المخاطر للغاية".  ويواجه هؤلاء الأطفال مزيجًا قاتلًا من التعرض للصدمات المناخية والبيئية المتعددة، مع قابلية مرتفعة للتأثر بها بسبب عدم كفاية الخدمات الأساسية، مثل المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم. وتعكس النتائج عدد الأطفال المتأثرين حاليًا، ومن المرجح أن تتفاقم هذه الأعداد مع تسارع آثار تغير المناخ.

وللمرة الأولى، لدينا صورة كاملة تجيب عن أسئلة مهمة مثل: أين يتعرض الأطفال لتغير المناخ؟ وكيف؟ وهذه الصورة رهيبة بشكل يكاد لا يمكن تصوره. وتقوض الصدمات المناخية والبيئية النطاق الكامل لحقوق الطفل، بدءًا من الحصول على الهواء النظيف والغذاء والمياه المأمونة، والتعليم، والسكن، والتحرر من الاستغلال، وحتى حقهم في البقاء على قيد الحياة. وتقول هنريتا فور، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف: "تقريبًا، لن يكون هناك أي طفل لم تتأثر حياته". وعلى مدى ثلاث سنوات، جهر الأطفال بأصواتهم في مختلف أنحاء العالم مطالبين باتخاذ ما يلزم من إجراءات. وتدعم اليونيسف مطالبهم بالتغيير برسالة لا خلاف عليها - أزمة المناخ هي أزمة حقوق الطفل". 

يكشف مؤشر تعرض الأطفال لمخاطر المناخ (المشار إليه بالمؤشر فيما بعد) عن الحقائق التالية:

  • 240 مليون طفل معرضون بشدة للفيضانات الساحلية؛
  •  330 مليون طفل معرضون بشدة للفيضانات النهرية؛
  • 400 مليون طفل معرضون بشدة للأعاصير؛
  • 600 مليون طفل معرضون بشدة للأمراض المنقولة بالحشرات؛
  • 815 مليون طفل معرضون بشدة للتلوث بالرصاص؛
  • 820 مليون طفل معرضون بشدة لموجات الحر؛
  • 920 مليون طفل معرضون بشدة لندرة المياه؛
  • مليار طفل معرضون بشدة لمستويات مرتفعة للغاية من تلوث الهواء[1]

وعلى الرغم من أن كل طفل تقريبًا في مختلف أنحاء العالم معرض لخطر واحد على الأقل من هذه المخاطر المناخية والبيئية، فإن البيانات تكشف أن أشد البلدان تضررًا تواجه صدمات متعددة وفي الأغلب تكون متداخلة، تهدد بسحق التقدم المحرز في مجال التنمية، وتعميق حرمان الأطفال.

ويعيش ما يقدر بنحو 850 مليون طفل -أي: طفل من بين كل 3 أطفال على مستوى العالم- في مناطق تجتمع فيها أربعٌ على الأقل من هذه الصدمات المناخية والبيئية. ويعيش ما يصل إلى 330 مليون طفل -أي طفل من بين كل 7 أطفال على مستوى العالم- في مناطق متأثرة بخمس صدمات رئيسية على الأقل.

ويكشف التقرير أيضًا عن وجود انفصام بين المكان الذي تُنتج فيه انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (الاحترار العالمي
)، والمكان الذي يعاني فيه الأطفال من أهم الآثار الناجمة عن تغير المناخ.  ولا يصدُر من البلدان الـ 33 عالية المخاطر بشدة مجتمعة، سوى 9 في المئة من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون على الصعيد العالمي. وعلى النقيض من ذلك، فإن أعلى عشرة بلدان مصدرة للانبعاثات تنتج مجتمعة حوالي 70% من الانبعاثات العالمية. ويصنف بلد واحد فقط من هذه البلدان على أنه "عالي المخاطر للغاية" في المؤشر.

وتقول فور: "إن تغير المناخ غير جائر للغاية. وعلى الرغم من عدم تسبب أي طفل في ارتفاع درجات الحرارة العالمية، فإنهم سيدفعون أعلى التكاليف. والأطفال من البلدان الأقل تسببًا في تغير المناخ سيكونون هم أكثر مَن يعانون. لكن لا يزال هناك وقت للتحرك. ويمكن أن يؤدي تحسين قدرة الأطفال على الحصول على الخدمات الأساسية، مثل المياه والصرف الصحي والصحة والتعليم، إلى تعزيز قدرتهم على البقاء على قيد الحياة في مواجهة هذه الأخطار المناخية. وتهيب اليونيسف بالحكومات ومؤسسات الأعمال إلى الاستماع إلى الأطفال وتحديد أولويات الإجراءات التي تحميهم من آثار تغير المناخ، مع تسريع وتيرة العمل للحد بشكل كبير من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".

وما لم تُتخذ الإجراءات العاجلة اللازمة لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، فسيظل الأطفال هم أكثر مَن يعانون. وبالمقارنة مع البالغين، يحتاج الأطفال إلى مزيد من الغذاء والماء لكل وحدة من وزن جسم كلٍ منهم، ويكونون أقل قدرة على البقاء على قيد الحياة في ظل الظواهر المناخية العاتية، وأكثر عرضة للمواد الكيميائية السامة، والتغيرات في درجات الحرارة، والأمراض، من بين عوامل أخرى.

ويقول كلٌّ من فارزانا فاروق جومو (بنغلاديش)، وإيريك نجوغونا (كينيا)، وأدريانا كالديرون (المكسيك)، وغريتا ثونبرغ (السويد) من حركة أيام الجمعة من أجل المستقبل، الذين أعدوا مقدمة التقرير وينضمون لمساندة إطلاقه، "ستستمر حركات الشباب النشطاء في مجال المناخ في الانطلاق بقوة، وستستمر في النمو، وستواصل الكفاح من أجل ما هو صائب، لأنه ليس أمامنا خيار آخر. ويجب علينا أن نعترف بوضعنا الحاليّ، وأن نتعامل مع تغير المناخ على أساس حقيقة كونه أزمة، وأن نعمل على وجه السرعة اللازمة لضمان أن يرث أطفال اليوم كوكبًا صالحًا للعيش".

وتهيب اليونيسف بالحكومات ومؤسسات الأعمال والجهات الفاعلة ذات الصلة القيام بما يلي:

  1. زيادة الاستثمار في جعل الخدمات الرئيسية المقدمة للأطفال قادرة على التكيف مع تغير المناخ والصمود أمامه. ولحماية الأطفال والمجتمعات المحلية والفئات الأكثر احتياجًا من أسوأ الآثار الناجمة عن المناخ المتغير بالفعل، يجب أن تكون الخدمات الحيوية قادرة على التكيف، بما في ذلك شبكات المياه وأنظمة الصرف الصحي والنظافة الصحية وخدمات الصحة والتعليم.
  2.  خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. لتفادي أسوأ آثار أزمة المناخ، يلزم اتخاذ إجراءات شاملة وعاجلة. ويجب على البلدان خفض انبعاثاتها بنسبة 45% على الأقل (مقارنة بمستويات عام 2010) بحلول عام 2030، للحفاظ على معدلات الاحتباس إلى ما لا يزيد على 1.5 درجة مئوية.
  3. تزويد الأطفال بالتعليم المناخي والمهارات المراعية للبيئة، وهو أمر بالغ الأهمية للتكيف مع آثار تغير المناخ والاستعداد لمواجهتها. وسيواجه الأطفال والشباب العواقب المدمرة الكاملة لأزمة المناخ، وانعدام الأمن المائي، مع أنهم أقل من تسبب فيهما. ونحن علينا واجب تجاه جميع الشباب والأجيال القادمة:
  4. إشراك الشباب في جميع المفاوضات والقرارات المتعلقة بتغير المناخ على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك في الدورة السادسة والعشرين من مؤتمر الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ. ويجب إشراك الأطفال والشباب في جميع عمليات اتخاذ القرارات المتعلقة بالمناخ. 
  5. ضمان أن يكون التعافي من جائحة كورونا (كوفيد-19) مراعيًا للبيئة، ومنخفض الانبعاثات الكربونية، وشاملًا للجميع، حتى لا نقوِّض قدرة الأجيال المستقبلية على معالجة أزمة المناخ والتصدي لها.

#####

ملاحظات للمحررين:

تم إعداد مؤشر تعرض الأطفال لمخاطر المناخ (CCRI) بالتعاون مع كثير من الشركاء، بما في ذلك "شراكة البيانات من أجل الأطفال".

ومن أجل تيسير وصول الشباب العالمي إلى التقرير، تعاونت اليونيسف أيضًا مع كرادلة المناخ (Climate Cardinals)، وهي منظمة دولية شبابية، لا تستهدف الربح، وتترجم البحوث والمعلومات المتعلقة بتغير المناخ، لتوصيلها إلى أكبر عدد ممكن من الشباب والقادة.


[1]  متوسط التعرض السنوي >35 ميكروغرام/م3

بيانات الاتصال بالفريق الإعلامي

Tess Ingram
UNICEF New York
هاتف: +1 934 867 7867
بريد إلكتروني: tingram@unicef.org
Sara Alhattab
UNICEF New York
هاتف: +1 917 957 6536
بريد إلكتروني: salhattab@unicef.org

عن اليونيسف

تعمل اليونيسف في بعض أكثر أماكن العالم صعوبة للوصول إلى الأطفال الأكثر حرماناً في العالم. فنحن نعمل من أجل كل طفل، في كل مكان، في أكثر من 190 بلداً وإقليماً لبناء عالم أفضل للجميع.

تابع اليونيسف على تويتر وعلى فيسبوك.