المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور، خلال الاحتفال بالذكرى الثلاثين لاتفاقية حقوق الطفل
الأمين العام، أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة.
نحتفل اليوم بذكرى مهمة، وهي الذكرى الثلاثون لاتفاقية حقوق الطفل.
قبل ثلاثة عقود، كان العالم يشهد تغيرات كبيرة.
سقوط جدار برلين، تراجع نظام الفصل العنصري، ولادة شبكة الويب.
في ظل كل ذلك التغيير، اجتمع قادة العالم لقطعِ وعد لأطفال العالم.
بأنّ لكم الحق في الصحة والتعليم والحماية.
ولكم الحق في أن يُسْتَمَعَ لكم.
ولكم الحق في مستقبل.
وكما ذكّرنا الأمين العام، فقد أحرز العالم تقدماً كبيراً منذ ذلك الحين.
فقد استثمرت الحكومات في الأطفال حقاً.
وفي جميع أنحاء العالم، تُرجمت حقوق الطفل إلى نتائج فعلية.
ولكن ماذا عن التغييرات التي يواجهها الأطفال اليوم، في عام 2019؟
التغييرات التي لم يكن لأطفال عام 1989 أن يتصوروها؟
فالمناخ يتغير، والتوسع الحضري يتسارع، وعدم التّكافؤ في تزايد، والصراعات تطول وتدوم. ويرتحلُ المزيد من الأطفال اليوم أكثر من أي وقت مضى في التاريخ، بحثاً منهم عن الأمن وعن حياة أفضل.
ناهيك عن الصعود السريع لتقنية المعلومات، التي تجمعنا وتفرّقنا في ذات الآن... وتعطي الأطفال معلومات عن العالم وصوتاً مسموعاً، لكنها أيضاً تهدد سلامتهم.
الطفولة تتغير. ويجب علينا أن نواكب التغيير.
لذا، دعونا، إذ نحتفل بمرور 30 عاماً على اتفاقية حقوق الطفل، لأن نستشرف أيضاً ما يجب علينا فعله لمواصلة ترجمة الحقوق إلى نتائج.
حيث تتابع الحكومات بحثها عن السّبلِ للوفاء بالتزاماتها بموجب أهداف التنمية المستدامة، ونحن نحثها على وضع الأطفال في المرتبة الأولى.
وعلى الاستثمار في صحة الأطفال، وتعليم الأطفال، وحماية الأطفال، وحصول الأطفال على المياه النظيفة والصرف الصحي.
وعلى الاستثمار في الشباب: بمنحهم المهارات والتدريب الذي يحتاجون إليه ليكونوا مستعدين لعالم العمل.
لا يمكننا بناء مستقبل أكثر استدامة دون الاستثمار فيمن سيدفع بهذا المستقبل قدماً.
نثني على الدول الأعضاء التي تتابع الالتزام بهذا المستقبل من أجل الأطفال، بما في ذلك الحكومات التي قامت بكتابةِ التعهد العالمي وإطلاقه ومواءمة قوانينها معه، التعهد القائل: كلّ الحقوق، لكلّ طفل.
يمثل هذا التعهد فرصة جديدة لكل بلد لإظهار التزامه بحقوق الطفل مرة أخرى.
دعوا العالم يعرف، ودعوا الأطفال يعرفون، أن التزامكم بمستقبلهم لا يزال راسخاً.
وأخيراً - دعونا نعلن تعهداً إضافياً: ألا نستمع فحسب لما يقوله لنا الأطفال والشباب، بل لأن نعمل معهم لتحقيق التغيير الذي يرغبون برؤيته.
في جميع أنحاء العالم، يرفع القادة الشباب أصواتهم كما لم يحدث من قبل.
ونشهد حقيقة ارتفاعاً في نشاط الناشطين الشباب حول العالم. من إضرابات لأجل المناخ، إلى مسيرات طلابية، إلى حملات تطالب بإنهاء الصراعات. وها هم الشباب الذين انضموا إلى شراكة الجيل الطليق Generation Unlimited التي أطلقناها، يدعون الحكومات والشركات لدعم التعليم وتطوير المهارات.
قبل أسبوعين، ولأول مرة على الإطلاق، دعا المجلس التنفيذي لليونيسف ناشطين شباباً لافتتاح اجتماعنا.
و قد أخبرونا عن عملهم لإنهاء عمالة الأطفال ومكافحة تغير المناخ ولكي نخلف كوكبنا بصحة جيدة للأجيال القادمة.
وكان أن ألهبوا حماسنا كثيراً، لكن الكبار في الغرفة كانوا يعرفون أن الحماس وحده لا يكفي، وأن الإصغاء وحده لا يكفي.
لذا، إذ نحتفل بمرور 30 عاماً على اتفاقية حقوق الطفل، فلنلتزم أيضاً لا بالإصغاء إلى الأطفال والشباب فقط.
بل دعونا ندعمهم.
و دعونا نشاركهم الفعل.
ودعونا نحذو حذوهم.
حتّى ننظرَ بعد 30 سنة من الآن، إلى هذا الوقت باعتباره الوقت الذي تعهد فيه العالم، مجدداً، بالوفاء بوعودنا للأطفال. شكراً لكم. ***