الرعاية النهارية للأطفال الميسورة الكلفة والجيدة غير متوفرة في العديد من أغنى البلدان في العالم — اليونيسف
وفقاً لتقرير جديد صادر عن اليونيسف، سجلت ألمانيا وآيسلندا والسويد ولكسمبورغ والنرويج أعلى تصنيف من حيث توفير الرعاية النهارية للأطفال بين 41 بلداً من بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي والاتحاد الأوروبي

إنوشينتي / نيويورك، 18 حزيران / يونيو 2021 — قالت اليونيسف في تقرير جديد صدر اليوم إن الرعاية النهارية للأطفال الميسورة الكلفة والجيدة غير متوفرة في العديد من أغنى البلدان في العالم. وسجلت ألمانيا وآيسلندا والسويد ولكسمبورغ والنرويج أعلى تصنيف من حيث توفير الرعاية النهارية للأطفال بين البلدان المرتفعة الدخل. وسجلت أستراليا وسلوفاكيا وسويسرا وقبرص والولايات المتحدة أدنى تصنيف.
يُصنِّف تقرير ’أين تقف البلدان الغنية من حيث توفير الرعاية النهارية للأطفال؟‘ – الذي نشره مركز إينوشينتي للأبحاث التابع لليونيسف – البلدان الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي والاتحاد الأوروبي استناداً إلى سياساتها الوطنية المعنية بالرعاية النهارية والإجازات الوالدية. وتتضمن هذه السياسات إمكانية الحصول على خدمات الرعاية النهارية للأطفال منذ ولادتهم وحتى وصولهم سن الدراسة، ويُسر كلفة هذه الخدمات وجودتها.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف، السيدة هنرييتا فور، "من أجل منح الأطفال أفضل بداية في الحياة، علينا أن نساعد الوالدين في إقامة البيئة الراعية والحانية التي تُعتبر حاسمة الأهمية لتعلّم الأطفال وعافيتهم العاطفية ونمائهم الاجتماعي. وتضمن الاستثمارات الحكومية في السياسات الصديقة للأسرة، بما فيها الرعاية النهارية، أن يتوفر للوالدين ما يلزم من وقت وموارد وخدمات والتي يحتاجونها لدعم أطفالهم في كل مرحلة من مراحل نمائهم".
تدمج البلدان التي سجلت أعلى تصنيف على جدول التصنيف في التقرير بين يسر الكلفة والجودة في الرعاية النهارية المنظمة للأطفال. وهي تقدِّم في الوقت نفسه إجازات طويلة تتضمن تعويضات مالية جيدة للأمهات والآباء على حدٍ سواء، مما يمنح الوالدين خياراً بشأن كيفية رعاية أطفالهم.
وتتيح الإجازات الوالدية وإجازات الأمومة والأبوة للوالدين إقامة أواصر مع أطفالهم، وتدعم النماء الصحي للطفل، وتقلّص اكتئاب الأمهات، وتزيد المساواة بين الجنسين. مع ذلك، يشير التقرير إلى أن أقل من نصف البلدان توفِّر ما لا يقل عن 32 أسبوعاً من الإجازة بأجر كامل للأمهات. وعندما تتوفَّر إجازة أبوة — ومدتها دائماً أقصر من ذلك — فإن عدداً قليلاً من الآباء يأخذونها بسبب عوائق مهنية وثقافية، مع أن هذه التوجه يشهد تغييراً.
وبينما تساعد الإجازات الحسنة التصميم الوالدين أثناء اللحظات المبكرة من حياة الطفل، يكون الوالدون جاهزين للعودة إلى العمل عند انتهاء هذا الدعم، ويمكن لتوفير الرعاية النهارية للأطفال أن يساعد الوالدين في تحقيق توازن بين رعاية الأطفال وبين العمل المدفوع الأجر والاعتناء بأنفسهم أيضاً. مع ذلك نادراً ما تتزامن نهاية الإجازة الوالدية مع بداية الاستحقاقات في رعاية نهارية ميسورة الكلفة، مما يترك الأسر تكافح لملء هذه الفجوة.
ويُعتبر نقص الرعاية النهارية الميسورة الكلفة عائقاً رئيسياً للوالدين، مما يفاقم انعدام المساواة الاجتماعية الاقتصادية ضمن البلدان. وفي الأسر المعيشية المرتفعة الدخل، يلتحق زهاء نصف الأطفال دون سن الثالثة بالتعليم والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة، مقارنة مع أقل من طفل واحد من كل ثلاثة أطفال في الأسر المعيشية المنخفضة الدخل. وفي آيرلندا ونيوزيلندا وسويسرا، يتعين على أي والدَين يحصلان على دخل متوسط إنفاق ما بين ثلث إلى نصف دخل أحدهما لتغطية كلفة الرعاية النهارية لطفلين. وبينما تقدِّم معظم البلدان الغنية دعماً كبيراً للرعاية النهارية للأسر المستضعفة، يظل يتعين على الأسر الوحيدة المعيل والمنخفضة الدخل في كل من سلوفاكيا وقبرص والولايات المتحدة أن تتكبد ما يصل إلى نصف دخلها لهذا الغرض.
ويشير التقرير إلى أن إغلاق مرافق الرعاية النهارية المرتبط بجائحة كوفيد-19 دفع أسر الأطفال الصغار إلى مواجهة ظروف أصعب. فقد ظل العديد من الوالدين يكافحون لتحقيق توازن بين الرعاية النهارية وبين مسؤوليات العمل، في حين خسر والدون آخرون أعمالهم.
تدعو اليونيسف إلى تخصيص إجازة والدية لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وتوفير إمكانية الوصول الشاملة للرعاية النهارية الجيدة والميسورة الكلفة منذ ولادة الطفل حتى دخوله الصف الأول في المدرسة. وتعمل اليونيسف مع الحكومات والمجتمع المدني والأكاديميين والقطاع الخاص — والذين يؤدون دوراً مهماً في التأثير على السياسات — للدعوة إلى تخصيص استثمارات أكبر بالأسر.
ويُقدِّم الإيجاز البحثي إرشادات حول الكيفية التي بوسع الحكومات والقطاع الخاص أن تبني عبرها على سياسات الإجازات الوالدية والرعاية النهارية المعتمدة لديها، وذلك من خلال:
- مزيج من الإجازات الوالدية وإجازات الأمومة والأبوة للأمهات والآباء قبل الولادة وخلال السنة الأولى بأكملها من عمر الطفل؛
- إجازات والدية مراعية للنوع الجنساني وتحقِّق التكافؤ بين الجنسين لضمان عدم تحميل أي من الوالدَين أعباء زائدة من الرعاية المنزلية؛
- إجازات تتاح للعاملين المتفرغين ولأولئك الذين يعملون في أشكال توظيف غير معيارية، من قبيل الدوام الجزئي، وتقديم دعم يشمل التكاليف المرتبطة بالولادة والرعاية الوالدية وذلك للوالدين الذين يواجهون ظروفاً أخرى في الحياة، من قبيل غير الحاصلين على التأمين الصحي؛
- توفير رعاية نهارية ميسورة الكلفة تبدأ مع نهاية الإجازة الوالدية، وذلك لتفادي وجود فجوة في الدعم المتاح؛
- توفير رعاية نهارية جيدة ومتيسرة ومرنة وميسورة الكلفة لجميع الأطفال بصرف النظر عن الظروف الأسرية؛
- توفير رعاية نهارية تقدمها وتنظمها الحكومة لتيسير إمكانية الحصول عليها أمام الأسر المنخفضة الدخل وضمان معايير تقديم الخدمة؛
- الاستثمار في قوة العمل في الرعاية النهارية، وفي مؤهلات العاملين فيها وظروف عملهم، لتشجيع أعلى المعايير المهنية الممكنة بينهم؛
- تشجيع أصحاب العمل على توفير استحقاقات إجازة والدية شاملة للجميع ومراعية للنوع الجنساني، وترتيبات عمل مرنة، وأنظمة لدعم الرعاية النهارية للأطفال؛
- خلق الانسجام بين خدمات الرعاية النهارية وبين سياسات رعاية الأسرة، من قبيل استحقاقات الأطفال الشاملة، وذلك لتقليص خطر تكرار انعدام المساواة القائم بين الأطفال، في أوضاع الرعاية النهارية الحكومية.
وقالت السيدة فور، "لا يقتصر منح الوالدين الدعم الضروري لتوفير الرعاية النهارية ذات الأساس القوي على أنه سياسة اجتماعية جيدة، بل هو سياسة اقتصادية جيدة أيضاً".
####
ملاحظة إلى المحررين الصحفيين:
يَستخدِم التقرير بيانات الأعوام 2018 و 2019 و 2020 من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، والمكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي، واليونسكو، لتسليط الضوء على توافر الإجازات المدفوعة الأجر للأمهات والآباء بأجر كامل، إضافة إلى إمكانية الحصول على الرعاية النهارية الجيدة والميسورة الكلفة للأطفال منذ الولادة وحتى سن دخول المدرسة.