في جنوب أفريقيا، يفتح برنامج Techno Girl (فتاة التكنولوجيا) أبواباً في مجالات العلوم والتكنولوجيا

الاعتراف بحقوق الفتيات والتحديات الفريدة اللاتي يواجهن في جميع أنحاء العالم.

بقلم كليوباترا أوكومو وسوديشان ريدي
نوموندو تحدّق بشاشة مراجعة إجراءات الصيانة في غرفة المراقبة في مطار أو آر تامبو الدولي.
UNICEF South Africa/2016/Hearfield
11 تشرين الأول / أكتوبر 2016

يُحتفل باليوم الدولي للفتاة كل عام في 11 أكتوبر/تشرين الأول للاعتراف بحقوق الفتيات والتحديات الفريدة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم. وهذا العام، ندعوكم للتعرّف على برنامج Techno Girl وكيف أتاح للفتيات في جنوب أفريقيا الفرص التي يحتجنها لبناء مستقبلهن المهني في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أو ما يُطلق عليها اختصاراً مواد STEM.
 

جوهانسبرغ، جنوب أفريقيا، 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016 - تبتسم نوموند مالازا، البالغة من العمر خمس عشرة سنة - بينما تسير في أروقة مطار جوهانسبرج  أو آر تامبو الدولي. وعلى الرغم من أنها لا تحاول إدراك طائرتها وليست مسافرة إلى أماكن بعيدة، فإن وجودها هنا اليوم هو أشبه بحلم قد تحقق. حضرت نوموند إلى المطار لأجل برنامج تعليمي مع شركة مطارات جنوب أفريقيا (ACSA) - وهي فرصة ما كانت لتنالها قط لولا مبادرة تُدعى Techno Girl. 
 

رفع مستوى الشابات

نوموند من بلدة تمبيسا الواقعة خارج جوهانسبرج، حيث تعيش مع والدتها العازبة، فومزيل، العاطلة عن العمل، وجدتها وإخوتها. وتعتمد الأسرة على معاش تقاعد الجدة ومنحة دعم الأطفال لتغطية نفقاتهم.

UNICEF South Africa/2016/Hearfield

والدة نوموندو، تُعد الإفطار لابنتها بينما تتحدثان عن التقدم الذي تحرزه في المدرسة.

نوموند محبوبة بين أقرانها في مدرسة إنكايزيفيل الثانوية، وهي طالبة صف عاشر دؤوبة ومتفوقة. وبفضل اجتهادها نوموند وتصميمها، وقع عليها اختيار مدرستها لمشروع Techno Girl، الذي يتيح للفتيات من الصف 9 إلى 11 فرصة المشاركة في برامج التعلّم عبر ملازمة الموظفين في مختلف الوظائف، وبرامج الإرشاد وتنمية المهارات في القطاعين العام والخاص.

والمبادرة هي نتاج التعاون بين اليونيسف ووزارة الرئاسة: لشؤون المرأة، ووزارة التعليم الأساسي، ووكالة الدولة لتقنية المعلومات وUweso الاستشارية (الشريك المنفذ). وباعتبار اليونيسف وكالة رائدة في مجال تعليم الفتيات وتمكينهنّ، فهي تحشد الموارد لهذا المشروع من خلال القطاع الخاص والحكومة والمجتمع المدني.

يهدف برنامج Techno Girl تحديداً إلى تعزيز مشاركة الفتيات وتعلّمهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات - وهي المجالات التي يتفوق فيها الفتيان دوماً على الفتيات في جنوب أفريقيا. ويتم اختيار المرشحات من المجتمعات التي تعاني من نقص الموارد في أنحاء البلاد على أساس الجدارة الأكاديمية.

المواد الدراسية المفضلة لدى نموموند هي الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم الطبيعية. كما أن لديها رغبة شديدة في حل المشاكل وتتحلى دائماً بالفضول حيال العالم وأسراره. وهي تعلّق قائلةً: "لهذا السبب اخترت الهندسة الصناعية."

وتتوقع فومزيل مستقبلاً واعداً لابنتها. وتأمل أن تستمر ابنتها في السعي لتحقيق حلمها في أن تصبح مهندسة صناعية، وهي مهنة غالباً ما يُنظر إليها باعتبارها مجالاً يهيمن عليه الذكور. وتضيف قائلة: "نصحت نوموند بأن تجتهد في دارستها وأن تتمسك ببرنامج Techno Girl لأنه يمكن أن يفتح لها أبواباً كثيرة."
 

فتح أبواب جديدة

وفقاً لنتائج تقرير تقييم Techno Girl لعام 2014، كان هناك شبه إجماع بين الفتيات المشاركات على أن التعرّض لمختلف التجارب والخبرات بفضل ملازمة الموظفين كان الفرصة الأهم التي أتاحها البرنامج.

UNICEF South Africa/2016/Hearfield

السيد فواني ونوموند يناقشان عمليات فحص ما قبل الرحلة لأغراض الصيانة من طابق المراقبة بمطار أو آر تامبو الدولي.

ويقول السيد وايكليف أوتينو، رئيس قطاع التعليم في اليونيسف جنوب أفريقيا:"يوفر [برنامج التعلّم عبر ملازمة الموظفين] للفتيات معلومات مباشرة من داخل المجال حول ما تنطوي عليه المهن التي يهتممن بها. كما أنه يتيح للفتيات فرصة فهم المزايا والتحديات التي تصاحب المناصب في تلك المهن - [و] يشجع الفتيات على وضع خطة عمل شخصية لمواصلة الدراسة أكثر بقصد الحصول على الوظائف التي يحلمن بها."

وبالنسبة إلى الفتيات من مثيلات نوموند اللواتي ولدن ونشأن في بيئات تندر فيها فرص العمل، فإن العمل لصالح شركة مثل ACSA يظل حلماً بعيد المنال. أما مرشدها، السيد فواني، فقد شهد زيادةً ملحوظةً في ما تمتلكه نوموندو من ثقة بالنفس ومعرفة، إذ يقول لها: "رأيتك تتعاملين مع مشاكل مختلفة، وأعتقد أنك قادرة جداً على ذلك."

وعلى غرار العديد من المستفيدات من البرنامج، فإن نوموند تعزو الفضل إلى Techno Girl في تحفيزها على الاجتهاد أكثر في المدرسة وتشجيع زميلاتها على مواصلة التركيز على دراستهن. وكما تقول:"Techno Girl منحني فرصة اتخاذ خيار مهني واعٍ وتحسين مستقبلي."